فصاحت إيمي: «انتظر! ما بالك؟ ألا تستطيع الذهاب لقضاء حاجتك خلف أحد جذوع الأشجار؟»
لم تسمح لكاث بالنظر في المرآة حتى انتهت.
قالت لها: «لا تبتسمي؛ فسيفسد ذلك المظهر.»
فغرت كاث فمها، وحدقت متجهمة في انعكاس صورتها في المرآة. بدت شفتاها كبتلات الزنابق الممتلئة. جذبتها إيمي بعيدا عن المرآة، وقالت لها: «لم أعن ذلك. يستحسن ألا تنظري لنفسك على الإطلاق، لا تنظري في المرآة على أي حال، فستبدين جميلة.»
صاحت بعد ذلك في الشخص الجديد - أو لعله نفس الشخص - الذي أخذ يطرق الباب بقوة: «تمالك نفسك قليلا! سنخرج حالا.» لملمت أدواتها في الحقيبة، وزجت بها تحت حوض الاستحمام، وقالت لكاث: «هيا أيتها الفاتنة!» •••
رقصت إيمي وكاث على الرصيف، وهما تضحكان وتتحدى إحداهما الأخرى. حاول الرجال إقحام أنفسهم بينهما، لكنهما تمكنتا من عدم السماح بذلك لفترة من الوقت، ثم استسلمتا وانفصلت إحداهما عن الأخرى، بتعبير وجه جازع، ولوحتا بذراعيهما - كالطيور التي تهبط على الأرض - عندما ابتعدت كل منهما عن الأخرى بصحبة رفيق آخر.
رقصت كاث مع رجل لم تتذكر رؤيتها له من قبل أثناء الأمسية. بدا في نفس عمر كوتر تقريبا. كان طويلا بخصر غير نحيف مترهل، وشعر مجعد خفيف، وهالات سوداء حول عينيه.
قالت له كاث: «ربما أقع؛ أشعر بدوار، وقد أقع من فوق الرصيف.»
فقال لها: «سوف أمسك بك.»
قالت: «أشعر بالدوار، لكنني لست مخمورة.»
Bilinmeyen sayfa