أسدل الليل ستائره على الأمسية، وباتت مجموعات الناس الموجودة على الشاطئ أقل وضوحا؛ وصاروا على الأرجح يتحركون معا. وعند حافة المياه، خلعت السيدات أحذيتهن، ونزعن جواربهن - هذا إن كن يرتدينها في الأساس - ولمسن الماء بأطراف أصابع أقدامهن. توقفت الأغلبية عن شرب الجعة، وصاروا يشربون البنش المسكر الذي تغيرت طبيعته بالفعل بحلول هذا الوقت؛ إذ كان أغلبه في البداية من الرم وعصير الأناناس، لكن الآن أضيفت إليه أنواع أخرى من عصير الفواكه والمياه الغازية والفودكا والنبيذ.
تشجعت السيدات لخلع ما هو أكثر من أحذيتهن، فركض بعضهن إلى المياه بمعظم ملابسهن، ثم أخذن يخلعنها ويلقينها للأخريات على الشاطئ، في حين خلعت أخريات ملابسهن حيثما وقفن على الشاطئ، مشجعات إحداهن الأخرى بأن السماء أكثر ظلمة من أن يراهن أحد. بيد أنه، في الواقع، كان من الممكن رؤية أجسام عارية تندفع في المياه المظلمة فتنثرها حولها وتركض وتسقط فيها. جلبت مونيكا كومة كبيرة من المناشف من منزلها، ونادت الجميع للف أنفسهن بها عند خروجهن من الماء كي لا يصبن ببرد يودي بحياتهن.
ارتفع القمر في السماء بين الأشجار المظلمة على قمة الصخور، وبدا ضخما ومهيبا وأخاذا إلى حد جعل البعض يصيح مذهولا: ما هذا؟ حتى عندما صعد لأعلى في السماء، وتضاءل إلى حجم أكثر اعتيادا، التفت الناس إليه من حين لآخر واصفين إياه ب «قمر الحصاد» أو متسائلين «هل رأيتموه عندما صعد للمرة الأولى؟» «لقد ظننته، في الواقع، منطادا ضخما.» «لم أستطع تخيل ما هو. ما ظننت أن القمر يمكن أن يكون بهذا الحجم أبدا.»
وقفت كاث بالقرب من المياه، متبادلة أطراف الحديث مع الرجل الذي كانت زوجته وعشيقته في مطبخ سونيه منذ قليل. كانت زوجته تسبح الآن في البحر، بعيدا بعض الشيء عن النساء الصاخبات ومن ينثرن المياه. وقال لها الرجل إنه كان قسا في الماضي.
قال مازحا: ««بحر الإيمان كان ممتلئا أيضا من قبل. انبسط حول شواطئ الأرض كطوق براق يحيط بها»، كنت حينها متزوجا من امرأة مختلفة تماما.»
تنهد، فظنت كاث أنه يحاول تذكر بقية المقطع الشعري.
فقالت: «لكني لا أسمع الآن سوى صخب صوته المتراجع في حزن نحو أطراف العالم الموحشة والصخور المكشوفة.» ثم توقفت لأنها شعرت بأنه سيكون تجاوزا منها أن تواصل إلقاء القصيدة حتى البيت: «أيها الحب! فلتجعلنا صادقين.»
سبحت زوجته نحوهما، وجرت نفسها لأعلى حين وصلت المياه إلى ركبتيها. تأرجح ثدياها من جانب لآخر، وقذفا قطرات من الماء حولها أثناء خروجها من الماء.
فتح زوجها ذراعيه، وقال مرحبا بها بود: «الإلهة أوروبا!»
قالت كاث بجرأة: «هذا يجعل منك زيوس.» رغبت في تلك اللحظة أن يقبلها رجل كهذا، رجل تعرفه بالكاد، ولا تهتم به على الإطلاق . وقد قبلها بالفعل محركا لسانه داخل فمها بنعومة.
Bilinmeyen sayfa