وقالت: «لعله من الأفضل أن أنزل هنا وأشير إلى أي سيارة مارة؛ فمن السهل أن أجد من يقلني هنا كما في أي مكان آخر.»
أوقفت إيف سيارتها على جانب الطريق المغطى بالحصى، وبدأ ما شعرت به من ارتياح يتحول إلى نوع من أنواع الخزي. من المحتمل أن تكون الفتاة قد هربت فعلا دون أن تأخذ معها أي نقود، وأنها لا تملك شيئا. كيف سيكون حال شخص ثمل فاقد الاتزان ولا يملك أي مال وهو واقف على جانب الطريق؟ «أي اتجاه قلت إننا فيه؟»
كررت إيف قولها: «شمالا.» «أي اتجاه قلت يؤدي إلى سارنيا؟» «جنوبا، ما عليك إلا أن تعبري إلى الجهة المقابلة من الطريق، وستجدين السيارات المتجهة جنوبا. احترسي من السيارات.»
قالت الفتاة: «بالطبع» بصوت خبا عنهم بالفعل وبالكاد سمعوه؛ إذ كانت تفكر في الفرص المتاحة لها. كان نصف جسدها خارج السيارة وهي تقول: «إلى اللقاء.» ثم نظرت إلى المقعد الخلفي حيث الطفلان جالسان، وقالت: «إلى اللقاء يا صديقي، فلتكونا مطيعين.»
قالت إيف: «مهلا.» ثم مالت للأمام وتحسست مكان حافظة نقودها في حقيبتها والتقطت منها ورقة بعشرين دولارا، ثم خرجت من السيارة ولفت من أمامها إلى حيث الفتاة تنتظرها، وقالت لها: «تفضلي، سوف تحتاجين هذه النقود.»
قالت الفتاة وهي تدس الورقة النقدية في جيبها، بينما عيناها تنظران إلى الطريق: «حسنا، شكرا.»
قالت إيف: «اسمعي، فلربما لا تستطيعين التصرف؛ لذا سأخبرك أين يقع منزلي لتأتي إلي. إنه على بعد ميلين شمالي القرية، والقرية نفسها على بعد نصف ميل شمالا من هنا. شمالا حيث هذا الاتجاه. أسرتي معي الآن في المنزل، لكنهم سيرحلون في المساء؛ إذا كان وجودهم سيضايقك. ستجدين مكتوبا على صندوق البريد اسم فورد. ليس اسمي ولا أدري سبب وجوده على الصندوق. منزلي هو الوحيد وسط أحد الحقول؛ له نافذة عادية على جانبه الأمامي ونافذة صغيرة غريبة الشكل على الجانب الآخر، هي نافذة دورة المياه.»
قالت الفتاة: «حسنا.» «لقد فكرت فقط، أنك إن لم تجدي من يقلك ...»
قالت الفتاة: «حسنا، بالتأكيد سأفعل.»
عندما استكملوا مسيرتهم بالسيارة، قال فيليب: «كم كانت رائحتها كالقيء!»
Bilinmeyen sayfa