ويلعن «بوب» القيود التي تحد من سلطان الحب فيقول: «لقد خلق حرا يرفرف بجناحيه في الهواء، ويغمر الحياة بنور مشرق رقيق، فلماذا نحاول إطفاء النور وتحطيم الأجنحة الطليقة؟»
ومن رأي جبران أيضا «أن المحبة هي الحرية الوحيدة في هذا العالم؛ لأنها تسمو بالنفس إلى مقام سام لا تبلغ إليه شرائع البشر وتقاليدهم، ولا تسود عليه نواميس الطبيعة وأحكامها.» •••
وكما يميل الحب إلى الحرية، فإنه كذلك يميل إلى الظلم والجور، وفي ذلك يقول أوسكار وايلد: «من الصعب ألا تظلم من تحب.» بيد أن الإنسان كلما زاد خلوا من عاطفتي الحب والرحمة، كلما زاد توغلا في الظلم. •••
ونحن إذا كنا قد تعرضنا لعلاقة الحب بالقلب والحياة، فلا أقل من أن نورد كلمة بسيطة عن علاقته بالروح؛ ذلك لأن الحب الصافي الذي لا يهتم بشيء ما، يضيء الروح برغبته في كل غاية جميلة، على أمل أن يجد له صدى.
ويتساءل رود: «ما هو الحب؟» ثم يجيب بنفسه عن سؤاله فيقول: «الحب روحان في جسد، أو روح في جسدين.» ويرى أرسطو رأي رود تماما.
أما ميخائيل نعيمة فيرى أن الحب ليس إلا ذوبان المحب في محبوبه، ثم ذوبان الاثنين في الكائنات. إنه الشعور بأن محبوبك هو الكون، والكون هو محبوبك، والاثنان وحدة شاملة كاملة، وأنك من ذلك الكون بمثابة الروح من الجسد، وأنه جسد كامل وروح كامل.
وبهذا المعنى يقول جبران:
والحب في الروح لا في الجسم نعرفه
كالخمر للوحي لا للسكر تنعصر
وكذلك صدق من قال: «لو بحثوا عن روحي لوجدوها تعانق روحك، ولو كان للناس أن يروا قلبي لوجوده يقبل قلبك.»
Bilinmeyen sayfa