إنها ليست أحلاما، بل حقائق سندركها بمشيئة الله إن أحسنَّا العودة إلى القرآن، وأخلصنا في الدعوة إليه، أما كيفية حدوث ذلك فلا تَسَل عنها، بل دعها: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة/١٠٦، ١٠٧].
لا تَسَل عن الطريقة التي سيمكن بها الله جيل القرآن، فالكون كونه، والملك ملكه، يحكم ما يشاء، ويفعل ما يريد، له جنود السماوات والأرض: ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [النحل/٤٠].
وليكن همنا هو تنفيذ ما طلبه الله منا، ولنترك له أمر النصر والتمكين، أليس هو سبحانه الذي مكن بني إسرائيل في الأرض بعد أن كانوا مستضعفين: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾ [الأعراف/١٣٧].
فلننشغل بتغيير ما بأنفسنا، والاعتصام بحبل الله، ودعوة الناس إليه، ولننتظر الفرج القريب: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (١٢١) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٢٢) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [هود/١٢١ - ١٢٣].
1 / 85