Hobbit ve Felsefe: Cüceler, Büyücü Kaybolduğunda ve Yolunu Kaybettiğinde
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Türler
يبدو بيلبو في البداية صورة للتواضع أيضا؛ إذ يفتح مخزن اللحوم خاصته لجاندالف والغرباء الثلاثة عشر الذين يحتشدون بمنزله في باج إند. ويقدم القهوة، والشاي، والنبيذ، والجعة، إلى جانب الكعك البذري، وفطائر اللحم المفروم والفواكه، وفطائر لحم الخنازير، والسلاطة، وكعك التفاح، وكعك السكونز بالزبد، والبيض، والدجاج البارد، والمخللات. ولكننا نجد أيضا أنه أينما وقع بيلبو في مشكلة خطيرة، يكون ذلك بسبب خروج إحدى صفاته الحميدة عن نطاق السيطرة بعض الشيء؛ مما يهدد بتحول إحدى الفضائل إلى رذيلة.
فإحساسه بالعزة والشموخ - على سبيل المثال - يجعله يشتعل غضبا حين يسترق السمع للقزم جلوين وهو يشكو من أن بيلبو «يبدو أقرب لبقال منه إلى لص». ويتم إخبارنا بأنه «فجأة يخطر له أن يستغني عن النوم والإفطار حتى يعتقد أنه عتي»، وهو ما يعد شرارة سخط واستياء لا يستهان بها من شخص كان يكره أن تفوته وجبة مثلما كان بيلبو يفعل. ويحذر جاندالف الأقزام قائلا: «إن بداخل هذا الهوبيت أكثر بكثير مما تعتقدون، وأكثر بكثير مما يعرفه هو ذاته.»
1 (1) الفضيلة في الأرض الوسطى
إن أهمية الفضيلة، أو الشخصية الأخلاقية، تجري كخيط عبر قصة مغامرة تولكين. من الواضح أن مقصد الكاتب لا يقتصر على التسلية والإمتاع فحسب، بل يمتد للتعليم والتوجيه، وبصفة خاصة دعم الادعاء القديم قدم سقراط (حوالي 470-399ق.م) على الأقل بأن الفضيلة تفضي إلى الازدهار، بينما تفضي الرذيلة إلى التدهور والانحدار. ويمكن تمييز النظريات الأخلاقية من خلال إجاباته على ثلاثة أسئلة جوهرية: (1) أي أنواع من الأحكام الأخلاقية هي الأكثر بساطة وجوهرية؟ (2) لم ينبغي أن أكون خلوقا؟ (3) ما الذي يجعل تصرفا ما صائبا أو خاطئا؟
فيما يتعلق بالسؤال الأول، ساند الفلاسفة اليونانيون نظرية أخلاقية تعرف الآن باسم «أخلاقيات الفضيلة»، التي جعلت الأحكام بشأن الشخصية الفاضلة أو الأفعال الفاضلة أساسية. ثمة مزاعم أخلاقية أخرى، بشأن ما هو جيد (أو قيم) والقوانين والواجبات الأخلاقية، يرجع أصلها إلى الأحكام المتعلقة بالفضيلة. فإذا كان على بيلبو واجب يلزمه بمحاولة حماية أصدقائه، على سبيل المثال، فهذا يعزى إلى كون الوفاء فضيلة. أما الغش في مسابقة ألغاز فهي أمر سيئ؛ لأن من الإثم أن تحاول أن تخدع شخصا ما.
فيما يتعلق بالسؤال الثاني، فقد ادعى أرسطو (حوالي 384-322ق.م) أن الحياة الفاضلة، بطبيعتها، هي الحياة التي تمكن أي شخص من بلوغ أقصى إمكاناته الكامنة. فالفضائل الأخلاقية هي سمات شخصية تؤدي إلى التحقيق الكامل للذات كحيوان عقلاني اجتماعي، وكل البشر بطبيعتهم يبحثون عن السعادة أو تحقيق الذات. ويرى أرسطو من وجهة نظره أنه ينبغي علينا أن نتصرف بشكل أخلاقي؛ لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة لبلوغ تحقيق الذات، والرغبة في هذا النوع من الإشباع تقف وراء كل رغباتنا الأخرى.
وليس من قبيل المصادفة أن يعكس وصف تولكين لمنزل بيلبو الهانئ في باج إند، ولمملكة إلروند الأنيقة في ريفيندل؛ شخصية من يعيشون هناك. فحين ينزل أبطالنا إلى داخل الوادي في اتجاه منزل إلروند، يمكننا أن نسمع صوت المياه المتسارعة على الصخور الواقعة بالأسفل، ونشم رائحة أشجار الصنوبر والبلوط. ثمة وهج دافئ منبعث من النيران المشتعلة بالأسفل وغناء الجن بين الأشجار. وأخيرا نلتقي إلروند، ولا نندهش حين نعلم أنه «كان نبيلا وجميل المحيا كسادة الجن، وقويا كالمحاربين، وحكيما كالسحرة، ومهيبا كملوك الأقزام، ولطيفا كالصيف».
2
وأخيرا، وفيما يتعلق بالسؤال الثالث، تعتبر نظرية أرسطو عن الفضيلة أن الأفعال تستحق المدح أو اللوم الأخلاقي فقط بناء على النوايا والتوجهات التي تحفزها؛ فالحكم على أفعال الآخرين بأنها صحيحة أو خاطئة أخلاقيا يتطلب معرفة ما كانت «تحاول» فعله، حتى لو لم تنجح. والتصرف من منطلق دوافع فاضلة هو من قبيل التصرف الصائب، بينما التصرف من منطلق أي دافع فاسد، فهو تصرف خاطئ أخلاقيا.
في قصتنا، حين يطلق سراح الأقزام من البراميل التي كانوا يختبئون بداخلها، يواجهون صعوبة في العفو عن بيلبو لإتيانه بمثل هذه الخطة المزعجة للهروب، ويشعر قائدهم ثورين بالضيق بشكل خاص؛ حيث: «كانت هناك قشة مبتلة داخل لحيته المبتلة المترهلة، وكان يعاني من تقرح وتيبس بالغين، وتعرض لكدمات وضربات بالغة حتى إنه كان يستطيع بالكاد الوقوف أو المشي بتعثر عبر المياه الضحلة ليرقد على الشاطئ يئن ويتأوه.» ولكن بيلبو يرفض قبول اللوم على هذه النتيجة، وهو محق في ذلك؛ إذ إنه بالتأكيد لم يكن يقصد أن يشقي الأقزام؛ ومن ثم كانت إجابته المقتضبة على ثورين هي: «حسنا؛ هل أنت على قيد الحياة أم ميت؟»
Bilinmeyen sayfa