Hobbit ve Felsefe: Cüceler, Büyücü Kaybolduğunda ve Yolunu Kaybettiğinde
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Türler
في البداية، يبدو حظ بيلبو حسنا؛ نظرا لأن الباب الخلفي كان مغلقا دوما حتى على الرغم من أن الجوبلن قد لمحوه. فغالبا ما يترك الناس الأبواب مواربة. ويكمن حظ بيلبو الظاهر الحسن هنا في أن أحد الجوبلن قد ترك الباب مواربا نوعا ما في الوقت المناسب تماما، وفي الوقت الذي كنا سنتوقع فيه أنه قد أغلقه بسبب الاضطراب والقلق الدائر في الكهوف. يا لها من مصادفة سعيدة الحظ لبيلبو!
غير أن حظه يبدو بعد دقائق معدودة سيئا بشكل مذهل؛ لأن الشق الذي في الباب لم يكن سوى شق أصغر نوعا ما من عرض جسده. والسبب وراء ضخامته أنه هوبيت - «كائن يميل للبدانة عند منطقة المعدة» - وأنه معتاد على الاستمتاع بست وجبات يوميا كلما أمكن. وهكذا تتضافر أمامنا الآن مجموعتان من العوامل المسببة؛ إحداهما تتضمن الجوبلن وبابا، والأخرى تتضمن هوبيت ونظامه الغذائي، بطريقة توحي بأن شيئا مذهلا يحدث. فالشق يبدو كمكان ملائم تماما - بشكل مأساوي - ليلقى الهوبيت نهايته الحزينة! كم مرة يواجه المرء فتحة بالحجم المناسب تماما بحيث يستطيع أن يقحم نفسه بداخلها؟! لقد اتخذ حظ بيلبو منحى نحو الأسوأ، ولكن - كما يتبين - ينعم بيلبو بحسن الحظ بالرغم من كل شيء؛ إذ يتبين أن الشق كان يتسع بما يكفي بالكاد كي يمر منه حين يدفع نفسه بكل ما أوتي من قوة، ولو أن الشق كان أضيق ولو ببوصة واحدة لتخلى عنه الحظ كما نقول.
إن هذا النوع من المصادفة، بالنسبة لأرسطو، هو مكمن الحظ. إنها مسألة العلاقة بين العوامل المسببة، وليس مسألة عامل مسبب مستقل بذاته؛ فنحن نصف شخصا أو شيئا ما بأنه محظوظ (أو غير محظوظ) حين يكون تفاعل الأسباب غير متوقع، حين يكون ما نراه طبيعيا تماما؛ ومن ثم مفهوما دون استدعاء أية قوة سحرية للحظ، ولكنه لافت؛ تحديدا لأننا نحظى بنفع أو نمنى بضرر حيث لم نكن نتوقع ذلك. تلك طريقة مفيدة للتفكير بشأن الحظ، وتظهر أيضا مدى التوافق الجميل بين رؤيتي أرسطو الأوليين؛ فالحظ يتألف من تزامن غير متوقع للأسباب. ولا يكون الحظ شيئا حقيقيا إذا كنا ننظر إليه باعتباره نوعا من السحر، ولكنه يكون حقيقيا تماما حين يفهم كتزامن للأسباب.
لماذا لا يريد بيلبو أن يخبر أصدقاءه بشأن الخاتم؟ يوجد - على الأرجح - الكثير من الأسباب، إلا أن تولكين يخبرنا بواحد منها: «كان بيلبو في غاية السعادة بإطرائهم حتى إنه ابتسم بينه وبين نفسه ولم يقل شيئا أيا كان بشأن الخاتم.» كان إطراء جاندالف والأقزام على بيلبو نابعا مما يرونه «عملا في غاية البراعة».
11
وإطراؤهم الفياض يقوم على الاعتقاد بأن بيلبو نفسه مسئول عن هروبه، حتى لو أنهم يظنونه محظوظا أيضا، فهم لا ينكرون أن هروبه (على الأقل كما يصفه بيلبو!) قد أظهر براعة وقدرا من المهارة الحقيقية.
ولكن - كما نعلم، وكما يظن جاندالف - الحقيقة هي أن هناك في القصة أمرا آخر؛ فقد كان الفضل في هروب بيلبو يرجع - إلى حد كبير - إلى الخاتم؛ ومن ثم فهو لا يستحق الإطراء بشكل ما؛ لأنهم يطرون عليه لشيء لم يكن مسئولا عن حدوثه، فقد كان هروبه في الأساس نتاجا لمصادفة سعيدة الحظ إلى حد كبير، ألا وهي العثور على خاتم صغير للغاية في كهف كبير للغاية وحالك الظلام. ولم يكن هذا الاكتشاف ليعزى إلى براعة بيلبو، بل إنه لا ينسب لبيلبو من الأساس، فقد كان الأمر خارج نطاق سيطرته تماما؛ مما يجعله مرشحا مناسبا للحظ، وفقا لرؤية أرسطو الثالثة.
إن الحظ لا يسيطر على الأمور إلا حين نفقد السيطرة على ما يحدث؛ فنحن لا نصنع حظنا في النهاية، وما يقصده الناس عادة حين يقولون شيئا كهذا هو أنهم يرتبون الأمور بحيث لا يوجد مجال للحظ كي يتدخل، وليس أنهم يتحكمون في الحظ نفسه بشكل ما. فغالبا ما ينظم جاندالف الأحداث، وعادة ما يكون لديه الخبرة والقوة للتعامل مع أي شيء يعترض طريقه، بينما بيلبو كثيرا ما يتصرف من منطلق يأس أو وفقا لهوى ما. يتسم جاندالف بالمهارة ويستمتع بإخبار الناس بذلك.
12
أما بيلبو، على النقيض، فهو محظوظ في الأغلب؛ لأن الأحداث عادة ما تخرج عن سيطرته. (2) أنواع الحظ وفق رأي ناجل
Bilinmeyen sayfa