134

History of Andalusian Literature (The Era of Cordoba's Dominance)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

Yayıncı

دار الثقافة

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٩٦٠

Yayın Yeri

بيروت

Türler

قد تصور حدته وسلاطة لسانه إذا هجا، على ان علاقته بغير القلفاظ من شعراء عصره كانت طيبة، فكان بينه وبين محمد بن عبيد الله بن أبي عبدة الليثي مقارضات شعرية، كتب إليه ابن أبي عبدة يقول (١):
أعدها في تصابيها جذاعا ... فقد فضت خواتمها نزاعا
قلوب يستخف بها التصابي ... إذا سكبت لها طارت شعاعا فأجابه ابن عبد ربه بأبيات قال فيها:
متى يمشي الصديق إلي فترا ... مشيت إليه من كرم ذراعا ومن هذه الاخوانيات ما حكاه الحميدي أيضًا عن صديق له أرسل إليه طبقا فيه أنابيب من قصب السكر، فكتب ابن عبد ربه إليه، مرفقا قصيدته بهدية (٢):
بعثت يا سيدي حلو الأنابيب ... عذب المذاقة مخضر الجلابيب وهو يخاطب في بعض أشعاره صديقا له يكنى بأبي صالح وينعى إليه الكرم وانعدام الكرام في عصره. ولا نعرف شيئا أدق عن علاقته أو عن حياته الخاصة إلا أنه فقد اثنين من أبنائه وكان أحدهما طفلا والآخر كبيرا يكنى بأبي يكر ويسمى يحيى ورثاهما بقصائد كثيرة منها (٣):
بليت عظامك والأسى يتجدد ... والصبر ينفذ والبكا لا ينفد
يا غائبا لا يرتجى لإيابه ... ولقائه دون القيامة موعد
ما كان أحسن ملحدا ضمنته ... لو كان ضم أباك ذاك الملحد
باليأس أسلو عنك لا بتجلدي ... هيهات أين من الحزين تجلد ومنها:
واكبدا قد تقطعت كبدي ... وحرقتها لواعج الكمد
ما مات حي لميت أسفا ... أعذر من والد على ولد

(١) الجذوة: ٦٢
(٢) الجذوة: ٣٧٦
(٣) العقد: ٢٥٠ - ٢٥٣

1 / 138