221

History of Andalusian Literature (Era of the Taifas and Almoravids)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

Yayıncı

دار الثقافة

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

Türler

بعض الموشحات من الأوزان الكبيرة العامة، وبضعها ناب لا يمكن للأذن أن تستسيغه إلا عن طريق التلحين، حسبما بين ذلك صاحب دار الطراز نفسه. ولكن لا يجوز لنا ان نستنتج من ذلك ان الموشحات ليست جارية على التفعيلات العربية، إذ لا يمكن أن تكون إلا كذلك ما دامت معربة. فإذا كانت في نطاق الكلام المعرب فهي ذات تفعيلات متناسقة، سواء استعمل الوشاح عددا واحدا من التفعيلات أو أعدادا متباينة المقدار، فالإيقاع فيها عربي خالص، ولكنك لا تستطيع ان تقول عن الكثير منها: إن هذه الموشحة تنتسب إلى بحر المديد أو إلى مجزوء الرمل أو إلى الكامل المرفل أو إلى البسيط؟ الخ. ذلك لأن هذه الأوزان المجزأة المستخرجة لم تجد " خليلا " آخر ليمنحها أسماءها، فظلت تستعمل دون أسماء. وبين هذا وبين القول بأنها خارجة عن الوزن العربي فوق واسع كبير. فلو ان نظاما ذهب يستخرج عشرات الأوزان - ذات الإيقاع المتفاوت - من أوزان الخليل أو يمزج بين تفعيلة من وزنين مختلفين لما صح لنا أن نقول له إنك خرجت على الوزن العربي، ليس للوزن العربي باب مقفل يحول دون استخدام ما يريده الشاعر من أوزان إذا جرى في الاستخراج على قاعدة سليمة. وكل ما نستطيع ان نقوله لمثل ذلك الشاعر: ان هذا الوزن " الجديد " شيء لم نألفه من قبل، أو شيء لا نستسيغه، فإذا طبق وزنه الجديد على ضرب من التلحين فقد يقنعنا بأن ما كنا نحسبه نابيا مستكرها قد أصبح مألوفا وسائغا.

1 / 227