Yeşil At Asfalt Sokaklarda Ölüyor
الحصان الأخضر يموت على شوارع الأسفلت
Türler
الجبانة الريفية ساكنة في حضن الوحشة والموت، والقمر معلق في وسط السماء الصافية كالقنديل الأخضر، والقبور تبدو في ضوئه الفضي كأسراب الحمام الوديع مستسلمة لقدرها وحزينة وصامتة.
من هذا الذي يزور الأموات في عز الليل؟ لا هو زوجة ولا أم، ولا هو أب ولا ابن، بل مخلوق يسير على أربع، عجوز نحيل ومسكين، ولا بد أيضا أنه جائع، شق طريقه بين الأضرحة والقبور، حتى وصل إلى أحدها، فوقف أمامه يتشمم رائحته كأنه يتحقق منه!
كان قبرا جديدا لا تزال رائحة الأسمنت الذي وضع على فتحته تفوح منه، وأوراق الشجر التي وضعت على سطحه تعبق بندى الخضرة، وحبر الكتابة الرديئة التي تشهد باسم صاحبه تزكم الأنف، وآثار الأقدام التي غادرته منذ ساعات ظاهرة على الأرض. مد الحيوان المسكين ساقيه الأماميتين، وخبط على جدار القبر كمن يطرق باب حبيب! سمع نبشا من الداخل وخبطات كضرب الفأس على أرض صلبة، ثم انفتح السقف وبرز منه وجه شاحب لا يزال الكفن يغطيه، رفع الميت القماش الأبيض على وجهه، فبان رأسه الأصلع ووجهه المصفر النحيل، وفتح عينيه مرات قبل أن يسأل: من؟
قال الزائر: أنا المتهم بدم ابن يعقوب.
قرب الميت وجهه منه، وأخرج يده بصعوبة وأشار إليه: أنت؟
قال الزائر: نعم أنا الذئب، وأنت؟
قال الميت مستنكرا: لا بد أنك تعرفني؛ وإلا فما الذي جعلك تقلقني في هذه الساعة؟
خفض الزائر ذو الأقدام الأربع والجسد النحيل والبطن الجائع رأسه خجلا أو حزنا، وقال: بالطبع أعرف كل شيء؛ أنت مدرس القرية الذي مات ليلة أمس ودفنوه اليوم!
قال المدرس بصوت مرتفع كاد يزعج حوله الراقدين: تنتهز الفرصة؟
رد الذئب في انكسار وخيبة أمل: بالعكس، لقد انتظرت هذا اليوم من مدة طويلة.
Bilinmeyen sayfa