Hinduizm: Çok Kısa Bir Giriş
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
Türler
لم يكن كبير سوى واحد فقط من الشعراء الصوفيين الهنود الكثيرين الذين كتبوا بحب في تمجيد الإله، بينما انتقدوا صور الظلم الاجتماعي والشكليات الدينية في الوقت نفسه؛ فبدءا من القرن السادس الميلادي في جنوب الهند حتى القرن الثامن عشر في بنغال، ألقى الشعراء هذا النوع من الشعر وتغنوا به وكتبوه، مع تعبير بعضهم عن حبهم لفيشنو أو كريشنا، والبعض الآخر لشيفا أو ديفي، بينما عبر آخرون مثل كبير (وناناك، أول المعلمين الروحانيين السيخ) عن حبهم للإله الواحد الأعلى الذي لا يحمل اسما أو شكلا. وقبل عصر كبير وتشيتانيا، تطور دين الهندوس في ظل الحكم الأجنبي، أولا في عهد سلطنة دلهي (1211-1526) وإمبراطورية مغول الهند (1526-1757)، ثم الراج البريطاني. ولقد اخترت كبير كمثال هنا؛ لأن كلماته توضح تأثير الدين الأصلي للهند ودين المستعمرين.
وفي قصيدة أخرى، يقول كبير: «أيها القديسون، إنني أرى العالم مجنونا.» لقد آمن بأن الهندوس والمسلمين فقدوا رؤيتهم للحقيقة ولجئوا إلى أمور تافهة، بل وإلى العداء والعنف الدينيين أيضا. لقد وصف موقفا كان له أن يستمر إلى قرون بعد فترة الحكم الإسلامي عندما صارت المسيحية دين الحكام بدلا من الإسلام؛ فعلى الرغم من أن المغول والبريطانيين لم يفرضوا دينهم بالفعل على الهنود، كلاهما نظر بوجه عام لمعتقدات الهندوس وممارساتهم بعين الشك، ورأى دينه أعلى مكانة. وكانت ثمة استثناءات لذلك؛ فعرف الإمبراطور المغولي أكبر - الذي ظهر في القرن السادس عشر - باهتمامه الشديد بالديانات الأخرى وتسامحه معها، كما أن الحكام البريطانيين في القرن الثامن عشر الذين درسوا النصوص الهندوسية المقدسة كونوا صورة إيجابية عن الدين في الهند القديمة.
في هذه المقدمة القصيرة عن الهندوسية، لا يمكن شرح التاريخ المفصل للأحداث التي أحاطت بوجود العرب والترك، ثم الأوروبيين، في الهند (انظر الخط الزمني للاطلاع على أهم التواريخ). لكن الأهم هنا هو تأثير هذا الوجود على دين الهندوس، وهذا ما سننتقل إليه الآن، وبخاصة أثر الاستعمار البريطاني. (1) الاكتشاف الأوروبي للهندوسية
تاجر الأوروبيون مع الهند للحصول على التوابل والمنسوجات منذ زمن بعيد يعود إلى العصور الكلاسيكية والوسطى، لكن أشهر التجار الأوروبيين مع الهند على الأرجح هو البرتغالي فاسكو دا جاما، الذي وصل إلى ساحل مالابار في أواخر القرن الخامس عشر بحثا عن «المسيحيين والتوابل». وهذان الدافعان مؤشر لما حدث بعد ذلك في القرون اللاحقة؛ فيرغب الأوروبيون برؤية الهند في صورتها المسيحية والحكم عليها وفقا لذلك، بالإضافة إلى الاستفادة من ثرواتها المتمثلة في بضائعها وثقافتها.
تلا وصول البرتغاليين في القرنين السادس عشر والسابع عشر وصول الهولنديين والبريطانيين والفرنسيين، الذين أسسوا جميعهم شركات تجارية في الهند. ومن بين هذه الشركات، كانت الشركة البريطانية هي التي عززت من مكانة البريطانيين التجارية والإدارية، وانتهى بها الأمر إلى السيطرة على الهند سياسيا. ومن قاعدة شركة الهند الشرقية البريطانية في مادراس، أمنت الشركة بنغال بقوة عسكرية عام 1757، وعينت وارين هاستينجز حاكما عاما في عام 1772. ولقد شهدت فترة تولي هاستينجز لذلك المنصب تدخل الحكومة البريطانية في الشئون الهندية. ويتم تذكره بوصفه حاكما، لكنه كان شخصية مهمة أيضا لرعايته للدراسات السنسكريتية.
ففي تلك الفترة، نشر عدد من الكتب لمؤلفين أوروبيين عن الهند ودينها. وكرر الكثير من هذه الكتب موضوعات تناولتها كتابات الرحالة السابقين التي هوجم فيها الدين الشائع في الهند وقبلت المعتقدات الأخلاقية والفلسفية الهندوسية (وإن لم تفهم على نحو صحيح في كل الأوقات). وبدءا من سبعينيات القرن الثامن عشر، تحقق إنجاز علمي هائل على يد رجال يعملون في شركة الهند الشرقية ، أبرزهم تشارلز ويلكينز في أول ترجمة إنجليزية ل «بهاجافاد جيتا» (عام 1785)، وويليام جونز في عمله «الأبحاث الآسيوية» (بدءا من عام 1789) الذي يتضمن ترجمته ل «مانوسمريتي». قدم هذان الدارسان للسنسكريتية الديانة الهندوسية بصورة إيجابية، مع توضيح قدمها والتأكيد على الموضوعات التي تتناولها بحيث يمكن للجمهور الغربي الإعجاب بها. وقد كتب وارين هاستينجز في ثنائه على ترجمة ويلكينز ل «بهاجافاد جيتا» يقول:
إن كل مثال يوضح لنا شخصيتهم الحقيقية (سكان الهند) لنتأمل فيها سيخلف لدينا انطباعا بشعور أكثر نبلا لحقوقهم الطبيعية، وسيعلمنا أن علينا تقديرهم وفقا لمقياسنا. لكن هذه الأمثلة لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال كتاباتهم؛ وهي الكتابات التي ستظل موجودة بعد انتهاء الحكم البريطاني في الهند، وبعد أن تذهب مواردها من الثروة والسلطة طي النسيان.
وفي الوقت الذي قدمت فيه النصوص الهندوسية المقدسة لجمهور جديد على يد هؤلاء الباحثين - الذين عرفوا فيما بعد باسم «المستشرقين» - قامت شخصية استثنائية بدراسة مختلفة تماما للديانة الهندية؛ فقد اجتهد الأب دوبوا - الذي أقام في مادراس وهضبة الدكن لا في بنغال، وكان يسوعيا فرنسيا لا حاكما بريطانيا - في جمع المعلومات لكتابة مخطوطة عن «السلوكيات والعادات والاحتفالات الهندوسية». وشأنه شأن هاستينجز وويلكينز وجونز، كان دوبوا مدركا لجهل معظم الأوروبيين، وسعى لمعالجة ذلك بتقديم وصف إثنوجرافي مفصل حصل عليه على مدار سنوات عديدة من المعرفة الوثيقة بالهندوس؛ فعاش كواحد منهم، وارتدى ملابسهم، وكسب ثقتهم. وكان حذرا للغاية في تجنب «إظهار أي نفور» من سلوكياتهم. ترجمت مخطوطته إلى الإنجليزية (عام 1815)، وسرعان ما أصبحت مصدرا للأوروبيين الحريصين على تكوين رأي بشأن الثقافة الدينية في الهند. (2) المسيحية والهندوسية الحديثة
زخر عمل الأب دوبوا بتفاصيل متنوعة حول الطوائف المجتمعية، ونمط الحياة البرهمي، والممارسات الدينية في الهندوسية بجنوب الهند، لكن غرضه لم يكن الإشادة وإنما إعلام الآخرين بواقع الأمر. وبصفته يسوعيا، كان تواقا للترويج للمسيحية، وشعر بأن السبيل الوحيد لفعل ذلك هو اكتساب معرفة عميقة عن المجتمع الهندي وثقافته؛ فيقول: «لقد توصلت إلى أن الصورة الصادقة لخبث تعدد الآلهة والوثنية وتنافرها ستساعد كثيرا - من خلال قبحها في حد ذاته - على إبراز جوانب الجمال والكمال في المسيحية.» لكن من كانت لديهم قناعة إنجيلية أكثر قوة - مثل ويليام ويلبرفورس، صاحب الحملات المناهضة للعبودية - اختلف مع تلك الفكرة وفضل أن يقوم الحكم البريطاني في الهند بدور أكثر فعالية في تجريم مثل هذه الممارسات والترويج للمسيحية، لكن الكثيرين ممن كانوا في السلطة آنذاك تحفظوا على معاداة سكان البلاد وإثارة القلاقل المدنية.
وعلى الرغم من أن شركة الهند الشرقية لم ترفع رسميا حظرها للنشاط التبشيري في أراضيها إلا عام 1813، فإن بعض المسحيين المتحمسين كانوا قد استقروا في الهند قبل ذلك الحين، ومن أبرزهم ويليام كاري، وهو معمداني سافر إلى الهند عام 1793. وبدون أي دعم أو رعاية رسمية، قضى عدة أعوام مع أسرته في فقر مدقع مرتحلا في أنحاء بنغال قبل أن يؤسس إرسالية سيرامبور مع اثنين من التبشيريين الآخرين. وقد تعلم البنغالية والسنسكريتية، وترجم الكتاب المقدس إلى البنغالية عام 1800. لكنه فشل فشلا ذريعا كداعية؛ إذ لم يعتنق المسيحية سوى عدد قليل للغاية من البنغاليين. وحتى في الحالات التي اعتنق فيها الهندوس المسيحية بالفعل، لم يكونوا من البراهمة الذين طمح هؤلاء إلى هدايتهم، وإنما كانوا من الطوائف الدنيا والمنبوذين الضعفاء والمستعبدين.
Bilinmeyen sayfa