Gandhi Sonrası Hindistan: Dünyanın En Büyük Demokrasisinin Tarihi

Lubna Cimad Turki d. 1450 AH
81

Gandhi Sonrası Hindistan: Dünyanın En Büyük Demokrasisinin Tarihi

الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم

Türler

جواهر لال نهرو، 1946

1

انضمت أكثر من 500 ولاية أميرية إلى الاتحاد الهندي. كان أهم تلك الولايات - وما زال - ولاية جامو وكشمير؛ فبمساحة تبلغ 84471 ميلا مربعا، كانت أكبر حتى من حيدر أباد، إلا أن تعداد سكانها الذي يفوق أربعة ملايين قليلا كان أكثر تفرقا. وقد اتسمت تلك الولاية بقدر كبير من التنوع الثقافي، فقد تضمنت خمس مناطق رئيسية، وتمتعت مقاطعة جامو المتاخمة للبنجاب بهضاب منخفضة ومساحات كبيرة من الأراضي القابلة للزراعة. قبل التقسيم كان المسلمون يمثلون فيها أغلبية طفيفة (53٪)، ولكن مع موجة الهجرة المذعورة ذلك العام صار الهندوس هم الفئة الغالبة في جامو. وعلى العكس منها ، كان وادي كشمير شمال جامو ذا أغلبية مسلمة كبيرة. كان ثمة إجماع على أن ذلك الوادي - بالإجماع - أحد أجمل بقاع الهند، وكان السياح الأغنياء من دلهي والبنجاب يصطافون في بحيراته وهضابه. وقد ضم أيضا مجموعة من أصحاب الحرف رفيعي المستوى الذين اشتغلوا في الحرير والصوف والأخشاب والنحاس، ليصنعوا تحفا رائعة كانت تصدر إلى جميع أنحاء الهند وخارجها. وتضمن كل من جامو وكشمير مجموعة صغيرة من السيخ أيضا.

وقد امتدت جبال لاداخ العالية شرق الوادي على حدود التبت، وكان معظم سكانها بوذيين، وغربها كان قطاعا جلجيت وبلتستان قليلي السكان. كان معظم السكان هناك مسلمين، ولكن من فروع الإسلام الشيعية والإسماعيلية، لا فئة السنة الغالبة (كما كان الحال في الوادي).

لم تجتمع تلك المناطق المتفرقة تحت مظلة ولاية واحدة إلا في القرن التاسع عشر. فقد وحدتها عشيرة دوجرا الراجبوتيون من جامو، الذين غزوا منطقة لاداخ في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وانتزعوا وادي كشمير من أيدي البريطانيين في أربعينيات القرن التاسع عشر، ودخلوا جلجيت مع نهاية القرن. وبهذا صارت ولاية جامو وكشمير تشترك في حدودها مع أفغانستان وإقليم شينجيانج (سينكيانج) الصيني والتبت، فلم يكن يفصلها عن الاتحاد السوفييتي سوى شريط ضيق من الأراضي الأفغانية.

1

موقع تلك الولاية منحها أهمية استراتيجية غير متناسبة إلى حد بعيد مع تعداد سكانها. وقد تضاعفت تلك الأهمية بعد 15 أغسطس 1947، عندما أصبحت كشمير تتقاسم حدودها مع الدومنيونين الجديدين. وقد تفاقمت الحالة الشاذة المتمثلة في وجود حاكم هندوسي لأغلبية مسلمة إثر مصادفة جغرافية؛ فخلافا للمشيخات الأخرى موضع الخلاف - مثل جوناجاد وحيدر أباد - كانت كشمير متاخمة للهند وباكستان على حد سواء.

كان مهراجا كشمير عام 1947 رجلا يدعى هاري سينج، الذي اعتلى العرش في سبتمبر 1925. وكان يقضى كثيرا من وقته في حلبة السباق ببومباي، أو في الصيد في الأدغال الشاسعة الغنية بالطرائد التي حوتها أراضيه. وقد كان مثالا نموذجيا للفئة التي ينتمي إليها من ناحية أخرى، فكما شكت زوجته الرابعة والصغرى: كان «لا يلتقي الشعب أبدا، تلك هي المشكلة؛ فهو يكتفي بالجلوس محاطا بمتملقيه من الحاشية والمحظيين، ولا يعرف أبدا ما يحدث في الخارج».

2

وفي أغلب فترة حكمه، كان أبغض الناس إلى المهراجا رجلا مسلما من الوادي يدعى الشيخ محمد عبد الله. ولد عبد الله عام 1905 لتاجر أوشحة، وحصل على درجة الماجستير في العلوم من جامعة عليكرة الإسلامية. وعلى الرغم من مؤهلاته لم يتمكن من الحصول على وظيفة حكومية في كشمير؛ إذ كان الهندوس مسيطرين على إدارة الولاية، فبدأ عبد الله في التساؤل: «لماذا يختص المسلمون بتلك المعاملة؟ إننا أغلبية، ونحن الأكثر إسهاما في دخل الولاية، ونتعرض رغم ذلك للقهر ... أكان ذلك لأن أغلبية موظفي الحكومة غير مسلمين؟ ... لقد توصلت إلى أن إساءة معاملة المسلمين كانت نتيجة الاضطهاد الديني.»

Bilinmeyen sayfa