Gandhi Sonrası Hindistan: Dünyanın En Büyük Demokrasisinin Tarihi
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Türler
وصحيح أيضا أن بعض تحولات جناح السياسية تحدت أي تفسير عدا الطموح الشخصي؛ فقد عرف في يوم من الأيام بلقب «سفير الوحدة بين الهندوس والمسلمين»، وعرف عنه ممارسته السياسة الدستورية. وحتى عندما نصب نفسه حاميا للإسلام والمسلمين، أغفل ادعاءات التدين في حياته الشخصية. (كان يحب الويسكي، ويقول البعض إنه كان يحب شطائر لحم الخنزير أيضا.)
3
إلا أنه منذ أواخر ثلاثينيات القرن العشرين بدأ يعمل على إذكاء المشاعر الدينية. وبلغت تلك العملية أوجها في دعوته إلى إقامة «يوم العمل المباشر»؛ وهو اليوم الذي أشعل فتيل الحلقة الدامية من العنف والعنف المضاد التي جعلت التقسيم في النهاية أمرا حتميا.
وأخيرا، ثمة جانب من الصحة أيضا في أن البريطانيين رحبوا فعلا بالعداوة القائمة بين الهندوس والمسلمين وأججوها؛ ففي مارس 1925 - عندما كانت المعركة ضد الاستعمار قد اكتسبت بعدا شعبيا حقيقيا - كتب وزير الدولة لشئون الهند إلى نائب الملك للهند التالي: «لطالما وضعت أعرض آمالي وأدومها على استمرار الوضع الطائفي.»
4
فداخل إنجلترا، أدى نمو القيم الليبرالية إلى إعلاء شأن سيادة الفرد، ولكن في المستعمرات كان الفرد دائما ما ينظر إليه على أنه تابع للمجتمع. تجلى ذلك في الوظائف الحكومية؛ حيث حرصت الحكومة على الموازنة بين أعداد الموظفين من المسلمين والهندوس، وفي السياسة؛ حيث استحدث البريطانيون قواعد انتخابية طائفية بحيث كان المسلمون لا يصوتون إلا لمسلمين آخرين، وكان معظم المسئولين البريطانيين يميلون إلى تفضيل المسلمين؛ إذ لم تكن شعائرهم الدينية وأسلوب حياتهم - مقارنة بالهندوس - غريبة تماما على البريطانيين. وبصفة عامة، عمقت السياسة الاستعمارية الانقسامات الدينية التي ساعدت على تعزيز حكم الرجل الأبيض.
فقصر نظر المؤتمر الوطني، وطموح جناح، ولاأخلاقية بريطانيا وسعيها وراء مصالحها الذاتية؛ كل ذلك ربما يكون قد اضطلع بدور ما، ولكن على مشارف أربعينيات القرن العشرين، على الأقل، كانت مسألة التقسيم قد صارت جزءا من حتمية التاريخ الهندي. إذ حتى لو لم يشجع البريطانيون إقامة القواعد الانتخابية الطائفية، لكان بدء العمل بالسياسة الانتخابية الحديثة شجع تكوين كتل تصويتية مجتمعية؛ فقد تزايد دفع المسلمين إلى التفكير في أنفسهم على أنهم مسلمون فقط؛ فحتى عام 1927 كان قوام العصبة الإسلامية 1300 عضو فحسب، وبحلول عام 1944 صار لديها أكثر من 500 ألف عضو في البنغال وحدها (كانت البنجاب فيها 200 ألف عضو)؛ فقد توافد المسلمون من جميع الطبقات إلى العصبة، الحرفيين والعمال وأصحاب المهن ورجال الأعمال، كلهم تجمعوا استجابة لنداء «الإسلام في خطر»، متخوفين من احتمال أن تقوم دولة موحدة، وتكون «دولة البراهمة والبانيا (التجار)».
5
صدرت أول دعوة رسمية لإقامة دولة باكستان عن العصبة الإسلامية في مارس 1940؛ فقد كانت الحرب العالمية الثانية قد أجلت مسألة باكستان (واستقلال الهند على نحو أعم)، وبعد الحرب وصلت حكومة عمالية إلى سدة الحكم في بريطانيا العظمى. وخلافا للمحافظين، كان حزب العمل «يرى أنه مقيد بالتزام أخلاقي بالتعجيل بعملية منح الهند الاستقلال»، فقد أبدى رئيس الوزراء كليمنت أتلي في قضية الهند «حسما وحماسا غير معتادين في تاريخه المهني».
6
Bilinmeyen sayfa