Gandhi Sonrası Hindistan: Dünyanın En Büyük Demokrasisinin Tarihi
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Türler
وفي حين شدد كيبلينج على قدم الحضارة الهندية، أكد مستعمرون آخرون على عدم نضج العقلية الهندية وإن وصلوا إلى النتيجة ذاتها؛ وهي أن الهنود غير قادرين على حكم أنفسهم. وقد أصر لاعب كريكيت وصاحب مزارع شاي - بعد أربعين عاما قضاها هناك - على أن:
الفوضى ستعم الهند إن بلغت منا الحماقة يوما أن ندع أهلها يديرون شئونهم بأنفسهم. يا للهول! ما أفظع خليط الاضطراب والعبث وسوء الإدارة وما هو أسوأ من ذلك بكثير الذي سيتبع ذلك على الفور!
قد يذهب ذلك الشعب العظيم إلى أي مكان ويفعل أي شيء تحت قيادتنا.
أما عنهم أنفسهم فما زالوا أطفالا فيما يتعلق بأمور الحكم أو الحنكة السياسية، وقادتهم المزعومون هم أسوأ من فيهم.
6
كانت مثل تلك الآراء واسعة الانتشار فيما بين البريطانيين سواء داخل الهند أو في وطنهم. على الصعيد السياسي، كان أهم «أنصار ستراتشي» هؤلاء هو ونستون تشرشل بلا مراء؛ ففي أربعينيات القرن العشرين - عندما لاح استقلال الهند جليا في الأفق - قال تشرشل متذمرا إنه لم يصر الوزير الأول للملك حتى يقود تفكيك الإمبراطورية البريطانية.
فقبل تلك الأحداث بعقد من الزمان حاول أن يبث الحياة في مستقبله السياسي المحتضر بانتهاج سياسة معارضة منح الهنود الحكم الذاتي. وبعد «مسيرة الملح» التي قادها غاندي عام 1930، بدأت الحكومة البريطانية تبحث مع أعضاء الحركة القومية الهندية مسألة إمكانية منح مستعمرة الهند وضع الدومنيون، فوضعت تلك الفكرة بصورة مبهمة دون جدول زمني لتحقيقها. وعلى الرغم من ذلك، سماها تشرشل فكرة «ليست خيالية في حد ذاتها فحسب، بل وشريرة بصورة إجرامية في تبعاتها». وبما أن الهنود لم يكونوا أهلا للحكم الذاتي، كان لا بد من تسيير «القوات الجادة الصارمة للإمبراطورية البريطانية» لاستباق أي احتمال من ذلك القبيل.
وخلال عامي 1930 و1931 ألقى تشرشل خطابات عدة تستهدف - بأسلوب غير مباشر - حشد أنصار معارضة استقلال الهند؛ ففي خطاب ألقاه أمام جمهور من الناس في مدينة لندن (جزء من لندن الكبرى) في ديسمبر عام 1930، زعم أنه إذا ترك البريطانيون شبه القارة الهندية، «فسيستعان بجيش من الإنكشاريين البيض - بتوجيه من ألمانيا إن لزم الأمر - لتأمين صعود الهندوس المسلح إلى السلطة». وبعد مرور ثلاثة أشهر، قال تشرشل في الخطاب الذي ألقاه في قاعة ألبرت هول عن «واجبنا تجاه الهند» - بينما كان قريبه دوق مارلبورو يرأس الجلسة إن «تسليم الهند لحكم البراهمة [المسيطرين على حزب المؤتمر الوطني من وجهة نظره] تصرف يتسم بالإهمال القاسي والآثم». وتنبأ بأنه إذا رحل البريطانيون فستزول الخدمات العامة التي أنشئوها قاطبة - الإدارات القضائية والطبية وإدارة السكك الحديدية والأشغال العامة - وأنه «سرعان ما سترتد الهند قرونا إلى الوراء لتسقط في بئر الهمجية والحرمان الذي كانت غارقة فيه في العصور الوسطى».
7
3
Bilinmeyen sayfa