Gandhi Sonrası Hindistan: Dünyanın En Büyük Demokrasisinin Tarihi
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Türler
1
ألف غالب قصيدته على خلفية أفول نجم الإمبراطورية المغولية. حينها كان مسقط رأسه - سهل الجانج الهندي الذي كان يحكمه حاكم واحد في يوم من الأيام - قد تفرق بين القبائل والجيوش المتناحرة؛ فكان الشقيقان يتقاتلان، والوحدة والاتحاد يذويان، إلا أنه أثناء كتابته تلك الأبيات، كان ثمة قوة جديدة (أجنبية) آخذة في بسط سيطرتها على البلاد؛ إذ راحت بريطانيا تبسط نفوذها بثبات مطرد على الجزء الأكبر من شبه القارة الهندية، حتى انتفضت قطاعات كبيرة من السكان الأصليين عام 1857، فيما سماه المستعمرون تمرد سيبوي، الذي أطلقت عليه الحركة القومية الهندية فيما بعد حرب الاستقلال الأولى.
دارت بعض أشد المعارك ضراوة في مسقط رأس غالب؛ دلهي، التي كانت لا تزال عاصمة المغول اسما، وكانت ستصير مع مرور الوقت عاصمة الراج البريطاني (أي، الحكم البريطاني للهند) أيضا. أما غالب نفسه فكان ولاؤه مقسما؛ إذ كان يقبض معاشا من الحكام الجدد، ولكنه نتاج الثقافة المغولية الراقية. وقد اتضح له أكثر مما اتضح للمستعمرين البريطانيين آنذاك أو للحركة القومية الهندية الآن، أنه يستحيل التمييز بين الحق والباطل في تلك الحالة، وأن كلا الطرفين ارتكبا فظائع يشيب لها الولدان. وكتب غالب أثناء فترة عزلته في داره سردا حزينا جاء فيه: إن «الهند صارت ساحة زوبعة هائلة ونار مستعرة». وسأل قائلا: «إلى أي نظام جديد يمكن للهندي أن يتطلع في حبور؟»
2
كانت إجابة ذلك السؤال وشيكة؛ فبعد أحداث عام 1857 تولت بريطانيا زمام الحكم في المستعمرات الهندية، وحل جهاز بيروقراطي راق محل إدارة شركة الهند الشرقية القديمة التي كانت ذات طبيعة مؤقتة وعشوائية إلى حد ما، وتكونت مناطق ومقاطعات جديدة، وتولى إدارة الدولة نخبة ممثلة في دائرة الخدمة المدنية الهندية بدعم من مديريات الشرطة والغابات والري وما إلى ذلك، وبذل الكثير من الجهد (والمال) لإنشاء سكك حديدية عبر البلاد، وهو ما كان له إسهام كبير في وحدة الهند البريطانية واستقرارها؛ إذ تسنى للحكام تحريك قواتهم بسرعة للحيلولة دون تكرر أحداث عام 1857.
2
بحلول عام 1888، كان البريطانيون قد وطدوا أقدامهم في الهند إلى حد أنه بات بإمكانهم توقع دوام حكمهم، إن لم يكن ألف عام، ففترة تتجاوز أعمارهم بكثير على أقل تقدير. وفي ذلك العام، ألقى رجل كان قد شارك في إرساء قواعد الحكم البريطاني للهند سلسلة من المحاضرات في كامبريدج، نشرت فيما بعد في كتاب تحت عنوان بسيط: «الهند». كان ذلك الرجل هو السير جون ستراتشي، الذي أمضى سنوات طوالا في شبه القارة الهندية، وأصبح في النهاية عضوا في مجلس الحاكم العام. وبعد تقاعده في إنجلترا، تناول تجربته في الهند على خلفية التطورات السياسية الأخيرة في أوروبا نفسها.
أفرد ستراتشي أجزاء كبيرة من كتابه للتاريخ الإداري للحكم البريطاني للهند؛ من حيث الجيش ودوائر الخدمة المدنية، والسياسات المعنية بالأراضي والضرائب، والوضع الغريب الذي تمتعت به «الولايات المحلية» (الولايات الأميرية). كان ذلك بمنزلة الإعداد لمن قد يعملون في الهند بعد الرحيل عن كامبريدج. لكن كتابه انطوى كذلك على رأي نظري أشمل مفاده أن «الهند» مجرد لقب أطلق بغرض التيسير؛ أي إنه «اسم نطلقه على منطقة هائلة تشمل العديد من الأقطار المختلفة».
كان ستراتشي يرى أن الاختلافات القائمة بين أقطار أوروبا أقل كثيرا من الاختلافات القائمة بين أقطار الهند، فقال: «إن اسكتلندا تشبه إسبانيا أكثر مما تشبه البنغال البنجاب.» فقد كان تنوع الأعراق واللغات والأديان في الهند أكبر بكثير. وخلافا لأوروبا، لم تكن تلك «الأقطار» «دولا»؛ أي، إنها لم تكن تتمتع بهوية سياسية أو اجتماعية مميزة. وقال ستراتشي لجمهوره في كامبريدج: «إن أول وأهم شيء ينبغي تعلمه عن الهند هو أنه لا يوجد ما يسمى الهند، وما كان موجودا قط، ولا حتى أي قطر من أقطار الهند يمتلك - حسب الفكر الأوروبي - أي نوع من الوحدة سواء المادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الدينية.»
رأى أنه لم يكن ثمة أمة أو دولة هندية في الماضي، وأنه لن يكون هناك واحدة في المستقبل. واعتقد أنه «يمكن تصور نشأة مشاعر الولاء الوطني في أقطار هندية بعينها». لكنه عقب قائلا:
Bilinmeyen sayfa