ثم يُقال لابن داود، في قولِه: "إن ثُمَّ يَدُلُّ على التَّرْتيب": ما أنتَ قائِلٌ في قَوْلِه جَلَّ ثَناؤُه: (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم)، وفي قوله: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن). أليس خَلْقُه له كان بِقَوْلِه: "كُنْ"، فما معنى إِتْيانِه بعد ذلك بـ"ثُمَّ"؟ فقد تَرَى الأمرَ في "ثُمَّ" كهُوَ في الواو، فماذا أنتَ قائلٌ؟.
فإِنْ قال: يُرْجَعُ إلى المعاني إذا اشْتُبِهَ في الَّلفْظِ.
قُلْنا: وكذلك يُرْجَعُ إلى المعاني في الواو، كما رَجَعْنا في "ثُمَّ" والمعنَى هو ما ذَكَرْناه أنه عِبادةٌ على البَدَنِ.
وأمَّا قولُه: "ولا يَمَسُّ المصحفَ إلاَّ طاهِرٌ"، فلأنَّ اللهَ تعالى قال: (لا يمسه إلا المطهرون). فكان هذا في الظَّاهر خَبَرًا، وفي
1 / 51