Evliyaların Süsü ve Ariflerin Tabakaları

Abu Nu'aym al-Isfahani d. 430 AH
92

Evliyaların Süsü ve Ariflerin Tabakaları

حلية الأولياء و طبقات الأصفياء

Yayıncı

مطبعة السعادة

Yayın Yeri

بجوار محافظة مصر

سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَكَانَ بِالْحَقِّ قَوَّالًا، وَلِمَالِهِ بَذَّالًا، وَلِهَوَاهُ قَامِعًا وَقَتَّالًا، وَلَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، سَبَقَ الْإِسْلَامَ قَبْلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ﵄، شَهِدَ بَدْرًا بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ، رَغِبَ عَنِ الْوِلَايَةِ، وَتَشَمَّرِ فِي الرِّعَايَةِ، قَمَعَ نَفْسَهُ، وَأَخْفَى عَنِ الْمُنَافَسَةِ فِي الدُّنْيَا شَخْصَهُ، اعْتَزَلَ الْفِتْنَةَ وَالشُّرُورَ، الْمُؤَدِّيَةَ إِلَى الضَّيْعَةِ وَالْغُرُورِ، عَازِمًا عَلَى السَّبْقَةِ وَالْعُبُورِ، الْمُفْضِي إِلَى الرِّفْعَةِ وَالْحُبُورِ، كَانَ لِلْوِلَايَاتِ قَالِيًا، وَفِي مَرَاتِبِ الدُّنْيَا وَانِيًا، وَفِي الْعُبُودِيَةِ غَانِيًا، وَعَنْ مُسَاعَدَةِ نَفْسِهِ فَانِيًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي رَبَاحُ بْنُ الْحَارِثِ، " أَنَّ الْمُغِيرَةَ، كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يُدْعَى سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، فَحَيَّاهُ الْمُغِيرَةُ وَأَجْلَسَهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةَ فَسَبَّ، فَقَالَ: مَنْ يَسُبُّ هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ قَالَ: سَبَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ﵇، فَقَالَ: يَا مُغِيرَةُ بْنَ شُعْبَةَ ثَلَاثًا، أَلَا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يُسَبُّونَ عِنْدَكَ، لَا تُنْكِرُ وَلَا تُغَيِّرُ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ مِمَّا سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَرْوِي عَنْهُ كَذِبًا، يَسْأَلُنِي عَنْهُ إِذَا لَقِيتُهُ - أَنَّهُ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ، وَتَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ»، لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ، قَالَ: فَرَّجَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ يُنَاشِدُونَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ مَنِ التَّاسِعُ؟ قَالَ: نَاشَدْتُمُونِي بِاللهِ، وَاللهُ عَظِيمٌ، أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَسُولُ اللهِ الْعَاشِرُ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ يَمِينًا فَقَالَ: لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يُغْبَرُّ وَجْهُهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى ⦗٩٦⦘ الله عليه وسلم أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ وَلَوْ عُمِّرَ عُمْرَ نُوحٍ رَوَاهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ صَدَقَةَ، مِثْلَهُ

1 / 95