وصارت الحال إلى أن النكرات التي هي في أحط الطبقات اشرأبت إلى تشريف أسمائها بأمثال هذه المرامي العظيمة. فجرب إذن في سنا ما يستطيعه الحلم بعد إذ لم يجدك ما أنزلته بأولئك الأوقاح من قصاص.
إجعل عقابه في خجله واستخزائه، ولذ بأنفع الأمور في مثل هذا الموقف، فقد يحفظ قصاصه هذا البلد الثائر، وقد يخدم شهرتك العفو عنه فيرتد الذين تجرح صدورهم شدتك إلى التأثر بجودتك وسماحتك.
أغسطس :
لنملك قلوبهم كافة بترك هذه الامبراطورية التي جعلتنا مرذولين يؤتمر بنا. كثر ما استشرت في هذا الترك أخذا بآرائك، فلا تكلميني فيه بعد، فقد مللت ولن أستشير أحدا. كفى عن الزفرات يا روما ابتغاء حريتك، سأحطم بيدي الأصفاد التي كبلتك بها، وأرد عليك الدولة بعد أن احتزتها، أهدأ بالا وأعظم شأنا منها يوم أخذتها، فإذا أردت السخط علي فاسخطي منذ الساعة بغير رياء، وإذا أحببتني فأحبيني بلا خوف. سئمت السطوة كما سئمها سلا، فمطمعي سعادته بعد ما أحرز من قوة وشرف.
ليفيا :
لطالما أغراك مثل سلا. ولكن احذر أن تلقى غير ما لقيه. فالسعادة الفذة التي حاطت حياته، لو تكررت وسهل على كل واحد نيلها، ما كانت سعادة.
أغسطس :
لئن كان سلا يسموني بما لا مطمع لي في إدراكه، ولئن كنت على غير هدى في التطلع إلى الفوز بما فاز به، لإباحة دمي لمن يريد أن يريقه هي الرأي. بعد طول العاصفة، يجب اللياذ بمرفإ، ولست أرى غير مأمنين ... الراحة أو الموت.
ليفيا :
ما خطبك؟ أتصدف عن ثمرة تلك الفعال الجسام؟
Bilinmeyen sayfa