اميليا :
قل إنك أنت أيضا تنزع إلى جانبهم، وأنك تكل إلى الصاعقة عقاب الطغاة ... لن أخاطبك في شيء من هذا. اذهب واخدم الطاغية، ونط زمام نفسك بنزعاته الواهية وهديء بالك المتردد بنسيانك النبعة التي جئت منها، والجائزة التي كنت ترجوها. سأعرف كيف أنتقم لبلدي ووالدي وإني غير مستعيرة يدك للأخذ بثأري.
ولعمري لكان لي فخر قتله من زمن مضى لو أن الحب لم يمسك بذراعي إلى الساعة. فالحب هو الذي استعبدني وجعلني أعنى بحياتي في سبيلك، كنت أستطيع ان أهاجم الطاغية وحدي، فأودي به ويودي بي احراسه، ولكنني لو فعلت لحرمتك يومئذ أسيرة ائتمرت بأمر هواك وعاشت من أجلك وحدك.
على أنني أردت الاحتفاظ بنفسي لك، وتهيئة السبب لجعلك جديرا بي. فلم يجدني الأمران فتيلا. إعفي عني، أيتها الآلهة العظيمة، إذا كنت قد خدعت بتوهمي أنني أهوى حفيدا لبومبيوس، وإذا غرتني الظواهر الخلابة ووقع اختياري على عبد مكانه، ولكنني أحبك كيف كنت. وإذا ما سمتك، دون وصالي، أن تخون مولاك، فألف غيرك لو استطاعوا بهذا الثمن أن يحظوا حظوتك عندي لتنافسوا في قبول شرطي. ولكن اطمئن فلا سبيل لغيرك إلي. عش أنت لطاغيتك المحبب ولأمت أنا لك. سأعجل عليه وأجلي مرتهن بأجله.
ولما كان جبنك لم يجعلك أهلا لي فتعال يومئذ وانظرني غريقة في دمه ودمي، أموت ولا يصحبني إلا فضيلتي، وأقول لك عند احتضاري في نفس راضية: «لا تتهم سوء طالعي لأنك أنت مسببه» ثم أنزل القبر الذي قضيت علي به يتبعني المجد الذي كان معدا لك. أموت وقد هدمت صرح السلطان المطلق وكنت أعيش لك لو أنك أردت لي العيش!
سنا :
أما وهذه إرادتك، فلا بد من إرضائك. لا بد من تحرير روما، ولا بد من الثأر للأب، ولا بد من ضرب الطاغي ضربات عادلة. ولكن اعلمي أن أغسطس أقل منك استبدادا.
إذا كان قد انتزع منا ما شاء من أملاكنا وأرواحنا ونسائنا، فإنه لم يبغ إلى اليوم على أرواحنا.
أما الجبروت الذي تتبسط فيه محاسنك بلا رحمة، فلا مرد لحكمه حتى في الألباب وحتى في المشيئات.
تسومينني طيب النفس بما يسلبني الشرف، وتبغضين إلي ما يدين به ضميري، وتحملينني على إراقة دم حقيق أن أفديه بدمي ألف ألف مرة ... ذلك مرادك. فلبيك سأعمد إلى تحقيقه لساعتي إيفاء لما تقدم به وعدي. غير أن يدي سترتد إلى صدري بالخنجر فتقتل حبيبك قربانا لرفات ذلك الأمير الكريم، وكفارة عن جريمتي التي سأقترفها بكرهي وبهذين العملين المتصلين سأستعيد شرفي منذ أفقده! الوداع! ...
Bilinmeyen sayfa