وكان متحمسا في الإيقاع بالطاغية على قدر ما أصاب من خيره وجنى من ثمرات وده. ولما كنت تحذو حذوه فافعل فعله. واترك وخز الضمير لما هو أجل وأعظم. أليس الأجدر بك أن تلوم نفسك على تلك النصائح المشوبة بالجبن التي نصحت بها أغسطس اليوم، فحالت دون تجدد سعادتنا ببلوغنا الحرية؟ أنت وحدك انتزعتها منا اليوم. ولو امتدت بها قبلا يد قيصر لتقبلها بروتوس ولم يأبه لسبب خفيف من انتقام أو حب يرد به البلاد إلى الحرمان فلا تستمع لصوت طاغ يحبك ويريد أن يشركك في سلطانه الأعلى، ولكن استمع لروما تصيح بك: «اعد إلي، اعد إلي، يا سنا، ما فوتني إياه بنصحك لأغسطس! وإذا كنت منذ هنيهة قد آثرت علي عشيقتك فلا تؤثر علي الباغي الذي يظلمني».
سنا :
أيها الصديق لا تتماد في انحائك باللائمة على نفس شقية، تتناول بالجبن غرضا كريما. اعرف ذنبي إلى ابناء وطني. وعما قليل سأرد عليهم ما سلبتهم، ولكني افتقر للمودة القديمة، وهي على شفا
7
الزوال، ألا تموت من غير أن تحرك شفقتي.
واتركني، رحماك، انتظر اميليا مسترسلا ما شئت في كآبتي، إن كدري يشق عليك، ولكن الاضطراب الذي أخذ مني مأخذه يتطلب الخلوة، فهي التي تسكن ما يجيش بالصدر من أمثال هذه الأكدار.
مكسيم :
أراك تريد أن تتحدث إلى فاتنتك بكرم أوكتافيوس وبعجزك. وأن الحديث بين العشاق لا يكون إلا سرا، فالوداع وسأذهب وأكون أمينا كتوما.
المشهد الثالث
سنا وحده
Bilinmeyen sayfa