Batı Hikmeti
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
Türler
Colet
والأهم من ذلك توماس مور
Thomas More . وعند عودته إلى القارة واصل دراسة اللغة اليونانية حتى بلغ فيها مستوى رفيعا. وعندما زار إيطاليا في عام 1506م حصل على درجة الدكتوراه في تورينو، ولكنه لم يجد هناك من يتفوق عليه في اليونانية. وفي عام 1561م أخرج أول نشرة للعهد الجديد باليونانية تظهر في المطبعة. أما عن كتبه فإن أكثرها ذيوعا هو «امتداح الحماقة
The Praise of Folly » وهو وكتاب ساخر ألفه في بيت مور في لندن عام 1509م، وكان العنوان اليوناني يتضمن تورية ساخرة على اسم مور. في هذا الكتاب نجد إلى جانب قدر كبير من السخرية على حماقات البشر، هجمات مريرة على وضاعة المؤسسات الكنسية وكهنتها. ولكن على الرغم من انتقاداته الصريحة، فإنه لم يعلن تأييده الصريح لحركة الإصلاح الديني عندما حان الوقت. فقد كان يؤمن بالرأي البروتستانتي المحض القائل إن الإنسان يتصل بالله اتصالا مباشرا، وأن اللاهوت لا داعي له، ولكنه في الوقت ذاته رفض أن يستدرج إلى المنازعات الدينية التي نشأت في أعقاب حركة الإصلاح الديني. وكان أكثر اهتماما بأعماله العلمية ونشر كتبه، وأحس على أية حال بأن الانشقاق الذي حدث أمر مؤسف. ومع الاعتراف بأن أمثال هذه الخلافات هي بقدر ما، أمور سقيمة، فقد كانت مشاكل يستحيل تجاهلها. وفي النهاية أعلن إرازموس تأييده للكاثوليكية، ولكن أهميته عندئذ كانت قد بدأت تتضاءل، واحتل المسرح رجل أقوى منه معدنا.
ولقد كان أبقى تأثير خلفه إرازموس هو تأثيره في ميدان التعليم. والواقع أن الدراسة الإنسانية، التي كانت حتى عهد قريب تشكل لب التعليم الثانوي حيثما سادت وجهات النظر الأوروبية الغربية، تدين بالكثير لجهوده الأدبية والتعليمية، أما في عمله من حيث هو ناشر فلم يكن يهتم دائما بالفحص النقدي الشامل للنصوص؛ إذ كان يستهدف جمهورا من القراء أوسع من المتخصصين الأكاديميين، وفي الوقت نفسه لم يكتب باللغات المحلية، بل كان على العكس حريصا على دعم مكانة اللغة اللاتينية.
أما في إنجلترا فكان أبرز رجال الحركة الإنسانية هيما السير توماس مور (1478-1535م)، الذي انتقل وهو في الرابعة عشرة إلى أكسفورد حيث بدأ دراسة اللغة اليونانية، وكان ذلك يعد عندئذ نوعا من الانحراف عن الخط السوي. ولا شك أن أباه قد نظر إليه بعين الشك؛ إذ كان يريده أن يسير في طريقه نفسه، ومن ثم فقد جعله يدرس القانون. وفي عام 1497م قابل إرازموس عندما زار هذا الأخير إنجلترا لأول مرة. وأدى هذا الاتصال المتجدد بالمعرفة الجديدة إلى تقوية اهتمام مور بدراساته اليونانية. وبعد وقت قصير مر بمرحلة من الزهد، ومارس تقشف الطريقة الكارثوزية
Carthusian .
5
ولكنه تخلى في النهاية عن أفكار الرهبنة، وذلك لأسباب قد يكون من بينها نصائح صديقه إرازموس بالابتعاد عنها. وفي عام 1554م أصبح عضوا في البرلمان، حيث برز بسبب وقوفه بصورة صريحة ومباشرة في وجه المطالب المالية لهنري السابع. وعندما مات الملك في عام 1509م عاد مور إلى التفرغ لمهنته . ولكن سرعان ما استدعاه هنري الثامن لكي يمارس الوظائف العامة مرة أخرى. وبمضي الوقت ارتقى إلى أرفع المناصب، فأصبح كبير المستشارين بدلا من ولزي
Wolsey
Bilinmeyen sayfa