132

============================================================

بالحور، وسعيهم فى جسيم الأمور بالباطل وكذلك لم ينجبوا فيما قصدوا ورجعوا خائبين . ثم حاقظ على أحسن ما عرفت به عند أهل العقل والمعرفة، وتريد فيه؛ واياك أن تتعرض لأمر مذموم بدالكة ما سبق لك إلى الناس من محمود عمل، وتظن أن حسناتك تستغرق سيثاتك، فان القليل من الإساءة فى القول والفعل بمحق كثيرأ من الحسنات .

وكان من سيرة قدماء الفرس أن يكتبوا فى نواحى مجالسهم أربعة أسطر : أولها عندتا : الشدة فى غير عنف واللين فى غير ضعف؛ والثانى: المحسن يجازى باحسانه والمسىء يكافأ باساءته والثالث : العطيات والأرزاق فى حينها وأوقاتها: والرايع : لا حجاب عن صاحب ثغر ولا (1) طارق ليل.

وكان قدماء (2) الفرس لا يولون الثغور إلا من تكاملت فيه أربع عشرة خصلة من أخلاق الحيوانات وهى : أن يكون أشمع من فرس، وأبصر من عقاب، وأمدى من قطاة، وأحذر من عقعق (4)، وأجرأ من أسد، وأويب من فهد ، وأروغ من تعلب ، وأوقح من ذتآب، وأسخى من لا قطة الديك، وأقدم من نمر، وأمع من ذرة (4)، وأحرس من كلب ، وأصبر من حمار ، وأطوع من جمل .

وفى عهد ملك من ملوك الفرس لابنه : (130) لا تحقرن ذنبا ، ولا تطلين أثرا ، ولا تمالئن عدوا ولاحسودا ، ولا تصادقن (2) نماما ، ولاتعينن لثيما قييطر، ولا تسلطن دنيئا، ولا تفرطن فى طلب الأجر، ولا تعينن غاويا ، ولا تركنن إلى شبهة ، ولا تردن سائلا ، ولا ترضين للناس إلا ما ترضاه (6) لنفسك . واعلم أن للأعمال جزاءا وللأمور تبعات ، فكن على حذر؛ ولا يغرنك المرتقى السهل اذاكان المتحدر وعرا ، ولا تعدن (4 وعدا ليس فى يدك وفاؤه .

(1) ص: الا (2)ف : حكماء (3) راجع عنه * الحيوان للجاحظ 2: 17، 5:329: 151، 535 اذ يضرب به المثل فى شدة الحذر، وصق الحس (4) ص : درة- والذرة: النمل الأحمر الصغير، يضرب به المثل فى الادخار، واجع الحيوان للجاحظ : 213؛ 2: 295: 4 :5 259 (5) ص: تصدقى 2)ف: بما: (7) تعدن وعدا: آخر النقص فى ط ورقة 0132

Sayfa 132