Arap Halk Hikayeleri
الحكايات الشعبية العربية
Türler
بل إن سيرجيمس فريزر يسوق عشرات - إن لم نقل مئات - من متنوعات اختطاف القوى المجهولة أو الكائن الخارق للطبيعة، الذي تزف إليه النساء، فهو في الأغلب أحد الآلهة.
ويلاحظ في معظم الأمثلة التي يسوقها فريزر انتماؤها إلى مصادر عربية أو إسلامية، منها ما كان منتشرا حول بحيرة فيكتوريا حيث منابع النيل، ومنها ما ينتشر في جزر المالديف قبل أن يعتنق السكان هناك الإسلام. يقول فريزر: «وقد وصف الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة هذه العادة وطريقة القضاء عليها، فذكر له الكثيرون من الثقات من أهل الجزيرة - وقد ذكر ابن بطوطة أسماءهم - أنه في الوقت الذي كان الناس هناك يعبدون الأوثان، كانت تظهر لهم في كل شهر روح شريرة من الجن، تأتي عبر البحار على شكل سفينة مليئة بالمشاعل الملتهبة، وكان الشغل الشاغل للناس حين يرونها هو البحث عن فتاة عذراء صغيرة يزينونها، ثم يسوقونها إلى معبد وثني معين على الساحل وله نافذة تطل على البحر، فيتركون الفتاة هناك طول الليل، وعندما يعودون إليها في الصباح كانوا يجدون أنها فقدت بكارتها وفارقت الحياة، وكان الناس يسحبون القرعة في كل شهر، فمن وقعت عليه القرعة وجب عليه أن يتنازل عن ابنته لجني البحر. وظل الحال كذلك حتى جاء رجل صالح - سعد الدين أو مخلص أو ماري جرجس - من البربر وأمكنه أن يخلص آخر فتاة قدمت بهذه الطريقة إلى ذلك العفريت، وأن يطرد العفريت ذاته إلى البحر بتلاوة القرآن عليه.»
ويواصل فريزر: «والقصة التي يحكيها ابن بطوطة عن الجني العاشق وعرائسه الآدميات تشبه شبها قويا نوعا معينا من القصص الشعبي الشائع، والذي يتخذ صورا وأشكالا مختلفة من اليابان وسيام في الشرق، واسكنديناوه واسكتلندة في الغرب.»
وتختلف القصة في التفاصيل من شعب لآخر، لكنها في عمومها تتخذ الشكل التالي: «كانت هناك بلدة يهددها ثعبان أو غول أو تنين أو أي وحش آخر له عدة رءوس وينذر أهلها بالدمار.»
لكن ما فات فريزر وغيره ممن تعرضوا لهذه البقايا الأساطير التي تتخذ مسوح قصص الجان، وتعيش بشكل خاص إلى اليوم في ذاكرة شعوبنا المصرية والعربية، تورث للأطفال مع لبن أمهاتهم.
ما لم يلتفت إليه الأنثروبولجيون عامة، هو أن في هذه الخارقة أو الحكاية انتهت وحفظت أقدم وأوسع ديانة العرب واليهود الساميين المعروفة بالبعليم، ممثلة في عبادة الإله الطوطم السلف الحمار عند بعض الأقوام والحضارات، ومنبتها في مصر الإله الحمار ست، منذ ما قبل فجر التاريخ المصري أو الأسرات أو الدولة القديمة، حتى إنه كان هناك حلف قبائلي بمقتضاه يسود الحمار المصري ست متزعما ثلاثين حضارة وقبيلة من حضارات الشرق الأدنى القديم في الشام وفلسطين والأردن واليمن والجنوب العربي عامة.
ومن اسم الحمار تسمى الملوك الحميريون، أو حمير التي ترد أخبارها في سيرهم عن عنترة وسيف بن ذي يزن والتباعنة - جمع تبع - ومنهم التبع حسان اليماني والزير سالم وعشرات التباعنة.
فالجسد الروائي سواء لنصنا الشفهي المتواتر اليوم أو أسطورة البعل الكنعانية، موجزة اختطاف الجني أو القوى الشريرة لإخوته الثلاثة في نصنا الفولكلوري اليوم، وبناته الثلاث في النص الكنعاني 4 آلاف عام، وفي كلا النصين يخاطر الإله الحمار سعد الدين محققا انتصاره بعودة بناته المغتصبات.
ليعاود من جديد اعتلاءه قمم أشجار السنط أو البكاء كقرين للريح وإنذار الأعداء.
فهذا البعل الصحراوي المتجبر ست أو سعد هو البذرة الأولى للإله ليهوه رب القبائل الإسرائيلية، أمس واليوم.
Bilinmeyen sayfa