وتتزوج سنية عقب عامين من حبنا.
ونلتقي بعد أعوام وأعوام من زواجها.
أجدها مفرطة في البدانة، غافية النظرة، رزينة، جليلة، راسخة الاستقرار والوقار، نتصافح ونتبادل حديثا روتينيا عن الأحوال والناس، لا بسمة ذات معنى، ولا إشارة إلى عهد انقضى. سيدة مصونة ورمز حي للأمومة، ومثال للتدين والورع.
وأتخطى الحاضر راجعا إلى عهد صباها النضير، وهي فراشة متعددة الألوان، تفاحة طازجة، وردة فواحة، ينبوع متدفق.
تلك الأيام السعيدة.
الحكاية رقم «25»
فتحية، الأخت الصغرى لسنية، تماثلني في العمر.
مثال للهدوء العذب والرصانة والعمق.
نظراتنا تتسلل في استحياء فيستحوذ علي أمل خلاب، أمد يدي فأقبض على راحتها فتسحبها بلطف، وبرقة تقول لي: لا أحب العبث.
وأضيق بجديتها فأقول: إنك لا تعرفين الحب.
Bilinmeyen sayfa