ويغالي مرة في الحملة عليها، ثم - فجأة - يجهش في البكاء، ينسى نفسه تماما ويجهش في البكاء، ثم ينتبه لضعفه فيضحك، ولكنه يصب غضبه على جميع من يشهد دموعه، ويبدو أنه يضمر لهم أو أنه سيضمر لهم السوء!
ويختفي هاشم زايد من الحارة ومن البيت.
وتطول غيبته حتى يذوب رويدا رويدا في ظلمة النسيان.
وتسمع من يقول إنه هاجر، وتسمع من يهمس بأنه قتل وأخفيت جثته.
الحكاية رقم «23»
ذات صباح تدهمني اليقظة بعنف، أستيقظ مجذوبا من عالم الغيب بقبضة مبهمة، يلفني تيار من الطنين، أنصت فيقف شعر رأسي من ترقب الشر، أصوات بكاء تتسلل إلي من الصالة، تغرز أفكار السوء أسنانها في لحمي، ويتخايل لعيني شبح الموت.
أثب من الفراش مندفعا نحو الباب المغلق، أتردد لحظة ثم أفتحه بشدة، لأواجه المجهول.
أرى أبي جالسا، أمي مستندة إلى الكونصول، الخادمة واقفة عند الباب، الجميع يبكون!
وتراني أمي فتقبل علي وهي تقول: أفزعناك .. لا تنزعج يا بني!
أتساءل بريق جاف: ماذا؟
Bilinmeyen sayfa