عملاق ورع وفيه شيء لله، إذا اقتنع بخير أقدم عليه ملقيا بالعواقب جانبا.
وهو يقبع في الليالي في الساحة أمام التكية يردد الأناشيد ويحدث نفسه، يتسلل إليه في الظلماء رجل داهية، ويهمس بصوت حنون: أتريد يا هجار أن ترضي ربك؟
فيعتقد هجار أنه يسمع هاتفا من الغيب فيقول: لبيك!
فيهمس الرجل: لقد أعطيت القوة والبأس فحطم الأغلال! •••
وينطلق هجار في الحارة بحماس من يحمل رسالة مقدسة.
وتوقع الطيبون أن ينهار سجن الأغلال.
ويلوح هجار المارد بنبوته، وفجأة يضرب إمام الزاوية، ويثني بامرأة ماضية في الطريق. وينهال بنبوته على تجار وعمال وتلاميذ!
وهاجت الحارة وماجت، وتصايح الناس: جن الأقرع! - اقبضوا عليه! - حاصروه واضربوه!
ورمي بالطوب من كل موقع حتى سقط مضرجا بدمه. •••
لم نفقه لما حدث معنى، وظن كثيرون أن الرجل لم يفهم الرسالة أو أنه أساء فهمها، أو أن في الأمر سرا ما زال خافيا.
Bilinmeyen sayfa