Hikayat Andersen Majmuca Ula
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Türler
أجابه الصبي على الفور: «إنها تصل لمنتصف ساقي عند الوقوف في أعمق أجزائها.»
قال الرجل العجوز: «من السهل الآن أن نعرف كيف ابتلت قدماك. حسنا، أعتقد أن علي الآن أن أحكي قصة، لكنني حقا لم أعد أعرف المزيد من القصص.»
قال الصبي: «أعلم أن بإمكانك ابتداع واحدة. إن أمي تقول إنك تستطيع أن تحول أي شيء تنظر إليه، أو حتى تلمسه، إلى قصة.» «صحيح، لكن تلك الحكايات والقصص لا قيمة لها. القصص الحقيقية تأتي وحدها؛ فهي تطرق جبهتي وتقول: «ها نحن قد جئنا».»
سأله الصبي: «ألن تطرق واحدة جبهتك قريبا؟» عندئذ ضحكت أمه وهي تضع زهور البيلسان في إبريق الشاي وتصب عليها الماء الساخن. ثم أضاف: «أوه، فلتخبرني بقصة أرجوك.» «بالطبع، إن جاءت قصة بمحض إراداتها، لكن الحكايات والقصص ذات شخصيات مهيبة جدا؛ إنها تأتي فقط حين يحلو لها.» ثم صاح فجأة: «مهلا! ها هي لدينا؛ انظر! يوجد الآن قصة في إبريق الشاي.»
نظر الصبي الصغير إلى إبريق الشاي، فرأى الغطاء يرتفع وحده تدريجيا وتمتد منه فروع طويلة، ومن فوهته أيضا، في كل الاتجاهات وظل حجمها يكبر حتى ظهرت شجرة بيلسان كبيرة مغطاة بزهور بيضاء ويانعة. طالت الفروع حتى الفراش وأزاحت الستائر، وكم كان طيبا عبير الزهور!
في منتصف الشجرة كانت تجلس سيدة عجوز حسناء ترتدي ثوبا غريبا جدا. لقد كان الثوب أخضر اللون، مثل أوراق شجر البيلسان، ومزينا بزهور بيلسان بيضاء كبيرة. أما حاشية الثوب فكان من الصعب أن تعرف ما إن كانت مصنوعة من خامة ما أم من زهور حقيقية.
تساءل الصبي: «ما اسم تلك السيدة؟»
أجابه الرجل العجوز: «كان الرومان والإغريق يدعونها «حورية الشجر»، لكننا نحن لا نعرف تلك الأسماء الغريبة؛ ولدينا اسم أفضل في الحي الذي يعيش فيه البحارة في البلدة. إنهم يسمونها «شجرة البيلسان الأم»، ولا بد الآن أن توليها انتباهك، وتنصت بينما تتطلع إلى الشجرة الجميلة.
يوجد شجرة كبيرة مزدهرة مثل هذه بالضبط بالخارج في زاوية فناء صغير فقير، وذات عصر يوم مشمس صحو، جلس تحت هذه الشجرة عجوزان، بحار وزوجته. كان لديهما أبناء أحفاد، وكانا سيحتفلان بعد فترة قليلة باليوبيل الذهبي لزفافهما؛ أي الذكرى الخمسين ليوم زفافهما في دول عديدة، وكانت شجرة البيلسان الأم جالسة على الشجرة وتبدو مسرورة كما تبدو الآن.
قالت: «أعلم متى يكون اليوبيل الذهبي.» لكنهما لم يسمعاها؛ فقد كانا يتحدثان عن الأيام الخوالي. قال البحار العجوز: «هل تذكرين حين كنت صغيرة جدا وكنت تجرين وتلعبين في نفس هذا الفناء الذي نجلس فيه الآن، وكيف غرسنا غصينات صغيرة في إحدى الزوايا وصنعنا حديقة؟»
Bilinmeyen sayfa