Hikayat Andersen Majmuca Ula
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Türler
قال الزوجان العجوزان: «فلتأت إليه إذن؛ فهو لديه غابة أرقطيون كاملة، أما هي فلديها شجيرة فحسب.»
وعليه فقد ذهبوا وأحضروا الحلزونة الصغيرة. وقد استغرقت الرحلة ثمانية أيام، لكن لم يكشف ذلك إلا عن نشأتها الراقية، وأنها من أسرة كريمة الأصل.
ثم أقيم العرس، حيث أشعت ست من الديدان المتوهجة أقصى ما استطاعت من ضوء، لكنه كان عرسا هادئا جدا من كل النواحي الأخرى. إذ لم يكن الوالدان المسنان يتحملان مشقة أجواء المرح أو الاحتفال. وقد ألقت الحلزونة الأم خطبة قصيرة مؤثرة جدا، أما الأب فقد كان متأثرا للغاية حتى إنه شك في قدرته على أن يقول أي شيء.
أعطى الأب والأم غابة الأرقطيون بأسرها للزوجين الجديدين، وهما يرددان ما قالاه دائما، ألا وهو إنه أفضل إرث في العالم، وإنهما في حال عاشا حياة مستقيمة وشريفة، وزادا عدد أفراد أسرتهما، فسوف يؤخذان هما وأطفالهما دون شك ذات يوم إلى القلعة حيث يسلقون حتى يصير لونهم أسود ويقدمون يخنة في صحن فضي.
بعد هذا زحف الزوجان العجوزان إلى منزليهما ولم يخرجا ثانية أبدا، حيث خلدا للنوم. أما الزوجان الشابان، فقد حكما الغابة وصار لهما أسرة كبيرة. لكن لما مر الزمن دون أن يطهى أي منهما أو يقدم على صحن فضي، فقد استنتجا أنه لا بد أن القلعة قد صارت أطلالا وأن عالم البشر قد فني؛ وحيث إن أحدا لم ينكر ذلك، فلا بد أنهما كانا على صواب.
وظلت الأمطار تهطل على أوراق الأرقطيون فقط حتى تسليهما بصوت دبيبها، وظلت الشمس تسطع لتضيء الغابة لصالحهما على وجه الخصوص، وهكذا عاشا في سعادة غامرة - هما وأسرة الحلزونات كلها - وقد كانت سعادة لا توصف.
الكائنات الخضراء الصغيرة
انتصبت خارج النافذة شجرة ورد، كانت منذ وقت قصير خضراء ويانعة، أما الآن فتبدو سقيمة، إنها معتلة الصحة بلا شك. فقد سكنها سرب كامل من الحشرات وأخذ يلتهمها، لكن رغم هذه الشراهة الظاهرة، فقد كان السرب في غاية اللياقة والاحترام. وكان أفراده يرتدون زيا موحدا من اللون الأخضر الزاهي. وقد تحدثت إلى واحد من هذه «الكائنات الخضراء الصغيرة». كان عمره ثلاثة أيام فقط، إلا أنه كان جدا بالفعل. ماذا قال في اعتقادكم؟ بالضبط؛ لقد تحدث عن نفسه وعن بقية السرب. فلتنصتوا إذن إلى قصتهم! «إننا أروع مخلوقات في العالم. إننا نخطب في سن صغيرة جدا، ثم نتزوج على الفور. وحين يصير الطقس باردا نضع بيضنا، لكن الصغار ينعمون بالراحة والدفء. يفهمنا النمل جيدا؛ فهم أكثر المخلوقات حكمة، ولذلك نكن لهم بالغ الاحترام. تأكد تماما أنهم يقدروننا. فهم لا يلتهموننا في الحال؛ وإنما يأخذون بيضنا، ويضعونه في بيت النمل الخاص بالعائلة في الطابق الأرضي، فيرصونه، بعد إعطاء أسماء وأرقام له، جنبا إلى جنب، طبقة فوق أخرى، بحيث يتسلل من البيضة في كل يوم طفل جديد. ثم يضعوننا في إسطبل، ويضغطون على سيقاننا الخلفية، ويحلبوننا حتى نموت. وقد سمونا بأجمل الأسماء؛ «البقر الحلوب الصغيرة».
كل المخلوقات التي وهبها الله فطرة سليمة، مثل النمل، ينادوننا بهذا الاسم الجميل. البشر وحدهم لا يفعلون ذلك. فهم يدعوننا باسم آخر، اسم نرى فيه إهانة كبيرة؛ كبيرة لدرجة أنه يكدر صفو حياتنا. هل تستطيع أن تكتب احتجاجا عليه من أجلنا؟ هل بإمكانك أن تثير انتباه هؤلاء البشر إلى الخطأ الذي يرتكبونه في حقنا؟ إنهم ينظرون إلينا بغباء شديد، وأحيانا، بعينين حاقدتين للغاية؛ فقط لأننا نأكل أوراق الورد، في حين أنهم أنفسهم يأكلون كل المخلوقات؛ أي شيء حي وأخضر. ورغم هذا فهم ينعتوننا نحن بأحقر الأسماء! يعف لساني حتى عن ذكره. فهو يثير غثياني بشدة. لا أستطيع حتى أن أنطق به، على الأقل وأنا أرتدي زيي الرسمي، وهذا ما أرتديه دائما.
لقد ولدت على ورقة ورد، وأعيش أنا وسائر السرب على شجرة الورد. بل إنها بالأحرى تمدنا بالغذاء. لكنها بهذا تعيش فينا مرة أخرى، نحن الذين ننتمي إلى رتبة أعلى من الكائنات الحية.
Bilinmeyen sayfa