Hikaye ve İçindekiler: Anlatı (İlkeler, Sırlar ve Alıştırmalar)
الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)
Türler
قمصان ملونة
في رواية «جاتسبي العظيم» للأمريكي ف. سكوت فيتزجيرالد، يلعب الوصف البصري دورا مهما على طول السرد، ويمكننا أن نتوقف عند واحد من أهم وأعذب مشاهد الرواية لتأمل التفاصيل التي قدمها فيتزجيرالد من خلال عين راويه.
يرد هذا المشهد في الفصل الخامس من الرواية، بعد نحو مائة صفحة، حين يتمكن جاي جاتسبي من إقناع نيك كاراوي بدعوة بنت عمه ديزي على الشاي، في مسكنه الصغير الذي هو أقرب إلى كوخ مقام بجوار حدائق قصر جاتسبي. تلبي ديزي الدعوة بأريحية دون أن تعرف أنها سوف تلتقي هناك حبيبها القديم، المرتبك الذي كاد صبره ينفد حتى أتت، وقد أعد كل شيء؛ الأزهار البيضاء التي تحبها، جز العشب، تلميع الفضة، ثم ارتدى خير بدله وراح ينتظر إلى أن فقد أعصابه، ثم وصلت ديزي أخيرا.
وبعد أن توقف المطر يأخذها هي ونيك - الذي نطلع على الحكاية كلها من وجهة نظره - ليريهما قصره بكل ما يحتوي من تحف وكنوز وعجائب، إلى أن يصل بهما المطاف حتى غرفة نومه؛ حيث «فتح لنا صوانين مصقولين يضمان مجموعة هائلة من الحلل والأردية وأربطة العنق، وقمصانه مرصوصة كأنها قوالب الطوب في أكوام عالية.» ثم يبدأ في إخراج تلك القمصان واحدا بعد الآخر، ويلقي بها نحوهما. ولا يفوت الراوي الانتباه إلى أوصاف تلك القطع؛ قمصان من الكتان الشفيف، ومن الحرير السميك، ومن قماش الفانلة الناعم الحر، وراحت تلك القمصان تفقد طيات كيها وتتناثر ويسقط بعضها فوق بعض على الطاولة في فوضى من الألوان العديدة؛ حيث أخذت تعلو في كومة. ثم سرعان ما يلتفت الراوي أيضا إلى الألوان؛ فقد كان من بينها قمصان مقلمة وموشاة بالنقوش، وكاروهات، وذات اللون الأحمر المرجاني، والأخضر التفاحي، والبنفسجي الفاتح بلون اللافندر، والبرتقالي الخفيف، وكلها كتبت عليها الحروف الأولى من اسم الوجيه الجديد بلون أزرق بحري داكن.
إن الوصف في هذا المشهد يتجاوز مجرد نقل أبعاد حسية وبصرية؛ إنه رحلة سريعة للجمال المدوخ، للثراء الفاحش، لأناقة الألوان والأشكال وملمس الأقمشة. بالطبع كل هذا يكون أقوى تأثيرا في سياق أحداث الراوية ذاتها؛ لذا لا تتردد في البحث عنها وقراءتها كاملة، وستجد فيها وفي غيرها من أعمال روائية عظيمة منابع متجددة على براعة انتقاء تفاصيل المشهد البصري وقوة دلالتها. •••
في الفصل التالي نستكشف ذلك الخيط الواصل بين القصص والصور الفوتوغرافية.
ما وراء الصور
لقطات «أحب أن أتطلع إلى حياة الناس على مدار عدد من السنوات، من دون استمرارية، وكأني ألتقطهم في لقطات فوتوغرافية؛ وتروقني الطريقة التي ينتسبون بها - أو لا ينتسبون - إلى الأشخاص الذين كانوا إياهم في وقت سابق.» هكذا عبرت القاصة الكندية الحاصلة على نوبل في الآداب «أليس مونرو»، في حوار أجري معها عن جانب الزمن فيما بين الفوتوغرافيا والسرد من علاقة؛ أي ما الذي يتبقى منا بعد سنوات؟ وأي خيوط ما زالت تربطنا بصورنا القديمة، أو انقطعت بيننا وبينها؟
والعلاقة بين الصورة والقصة أعقد وأعمق من هذا الجانب الزمني وحده، فكثيرا ما نشعر إزاء إحدى القصص أنها لقطة مأخوذة بعناية لتضع جزءا من الحياة بداخل إطار واضح فتبرزه حين تفصله عن سياقه الأوسع، أو العكس؛ أن نتخيل وراء صورة ما حكاية طويلة عريضة تحتشد بالإمكانيات داخل هذه المساحة المحدودة. والآن، بعد أن أكدنا بما فيه الكفاية سابقا على أهمية النظر إلى العالم بأعين مفتوحة على اتساعها، كيف يمكننا أن ننتفع بهذه العلاقة بين الصورة والقصة في تحريك حوافز الكتابة بداخلنا؟
صورة وألف كلمة
Bilinmeyen sayfa