Hikaye ve İçindekiler: Anlatı (İlkeler, Sırlar ve Alıştırmalar)
الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)
Türler
إن إعادة اكتشاف ملامحنا الخاصة من خلال عيون الآخرين مسألة حاسمة في لعبة السرد كما في لعبة الحياة. •••
نواصل في الفصول التالية رحلتنا مع الشخصية في السرد.
جرب القص واللصق
ناس وشخصيات
إذا رجعنا مرة أخرى إلى كتاب إي إم فورستر «أركان القصة»، فسنجده يتناول مسألة الشخصيات الروائية من زاوية شديدة الأهمية، وهي - تحديدا - عدم مطابقتها للناس كما يظهرون حولنا في كل موضع ويعيشون حياتهم؛ ويستعين بمثال المؤرخ والروائي، والتمييز بين عمل كل منهما، قائلا: «إن المؤرخ يسجل، بينما الروائي يخلق ...» ويعود يؤكد على تلك الاختلافات بين الناس في الحياة اليومية والناس في الكتب:
فنحن في الحياة اليومية لا يفهم أحدنا الآخر؛ إذ لا يوجد التنبؤ ولا الاعتراف الكامل؛ فنحن يعرف بعضنا بعضا على وجه التقريب، بإشارات خارجية، وهذه تكفي جدا كأساس لاجتماع الناس بعضهم ببعض، بل للألفة أيضا. ولكن القارئ يمكنه فهم الناس في الرواية فهما تاما، «إذا أراد الروائي»؛ إذ يمكن إظهار حياتهم الداخلية والخارجية ، وهذا هو السبب في أنها تبدو أكثر وضوحا من شخصيات التاريخ، أو حتى من أصدقائنا؛ فقد قيل لنا عنهم كل ما يمكن قوله، حتى لو كانوا غير كاملين أو غير حقيقيين؛ فهم لا يحتفظون بأسرار، بينما أصدقاؤنا يحتفظون بأسرارهم فعلا؛ لأن إخفاء الأسرار المتبادل شرط من شروط الحياة على هذه الأرض.
تأكيد فورستر على التمييز بين الإنسان كما يوجد في الحياة وبين الشخصية المكتوبة في رواية، لا يمنعنا من بعض الاحترازات هنا، ولعلك لاحظت التنصيص الموضوع حول عبارته: «إذا أراد الروائي»؛ فالفهم التام والوضوح الكامل للشخصية منوط برغبة وإرادة الروائي، وبطبيعة روايته بلا شك. كم من روايات ممتعة ومؤثرة خالفت الطريقة التقليدية في رسم شخصياتها، ولم تقدمها في صورة واضحة ومفهومة تماما، وأبقت على غموضها كأنها أطياف لا يمكن تحديد ملامحها! والاختيار في نهاية الأمر يعتمد على الكاتب وحده، وطريقته التي اختارها في الكتابة.
بعد هذا الاستثناء نعود لفكرة فورستر الأساسية، وهي عدم المطابقة بين الناس بالمعنى الواسع واليومي وبين الشخصيات في كتاب سردي، وربما تبدو هذه الفكرة أبسط وأوضح من اللازم لكثيرين، غير أنك ستجد طول الوقت من يقول لك إن هذه الشخصية مستمدة بالكامل من الحياة، وأن هذا ما حدث لها حقا وصدقا؛ هؤلاء لا يدركون المسافة بين غرف الحياة اليومية وسطور دفاترهم، بين تشوش الواقع وصفاء الفن، بين ما يحكم خبراتنا من عبث وفوضى وما ننشده في الحكايات الجميلة من معنى وانتظام.
وجوه وأقنعة
بحسب كينتين بيل - كاتب سيرة الروائية الإنجليزية البارزة فرجينيا وولف - قد ابتكرت وولف شخصية كلاريسا دالاوي (في روايتها الأشهر «السيدة دالاوي»)، باستلهام صديقة العائلة كيتي ماكس، كمصدر أساسي للشخصية؛ غير أن وولف كتبت أيضا في مذكراتها أنها استمدت جزءا من تلك الشخصية ذاتها من الليدي أتولين موريل. وربما إذا واصلنا البحث لوجدنا أن السيدة دالاوي مستمدة من العديد من الأشخاص الحقيقيين، وبالطبع من ملامح خاصة من فرجينيا وولف ذاتها، مهما بدت أبعد ما تكون عن شخصيتها. نحن البشر ليس لنا وجه واحد؛ لذلك لا تستسهل اصطياد شخصية أعجبتك بإلقاء شبكة الحكاية فوقها كأنها حيوان أسير، وحبسها في نص. ليس لنا جانب واحد، لا أنا ولا أنت ولا السيدة دالاوي ولا فرجينيا وولف.
Bilinmeyen sayfa