Hikaye ve İçindekiler: Anlatı (İlkeler, Sırlar ve Alıştırmalar)
الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)
Türler
لطالما كانت تمرينات الكتابة جزءا من مسيرة أي كاتب، سواء أكان من المبتدئين أم المتمرسين الذين يعرفون قيمة هذه الأداة الثمينة؛ وقد نجد في مذكرات بعض أكبر وأشهر الكتاب، مثل فلوبير وتشيخوف وهيمنجواي، أمثلة عديدة على ما نسميه اليوم تمرينات الكتابة، وإن لم يمنحوها هذا الاسم عندئذ. يتحدث ف. سكوت فيتزجيرالد على سبيل المثال عن «حيلة كتابة» تعلمها هو وهيمنجواي من جوزيف كونراد. وفي كتابه «فن السرد»، يقول جون جاردنر عن تمرينات الكتابة: «عندما يتناول الكاتب المبتدئ مشكلة صغيرة ومحددة، من قبيل وصف مشهد أو وصف شخصية، أو كتابة حوار قصير له غرض محدد، فإن مستوى عمله يقترب من درجة الاحتراف.»
ليس عليك أن تلتزم حرفيا بكل التمرينات الواردة في هذا الكتاب، كن مبتكرا؛ فهذا ليس فصلا دراسيا لتعلم لغة جديدة أو مهارات الحاسب الآلي، بعد بعض الوقت أبدع في تمريناتك الخاصة التي تدرك أنها تخاطبك أنت وتعزف على الأوتار الخفية بداخلك؛ فالهدف من التمرينات عموما ليس تنفيذها بقدر ما هو اكتساب المهارات التي نتمرن عليها، وتشغيل محرك الكتابة والخيال، واستكشاف عوالم جديدة على الورق، وما دمت استطعت تحقيق تلك الأهداف - وغيرها - فكن حرا في اللعب كما يحلو لك. •••
أكثر من مرة، خلال فصول الكتاب، سوف تلاحظ تأكيدي على أن المادة الواردة حول كل جانب من جوانب اللعبة السردية ليست إلا مبادئ أساسية تماما، الجهل بها خطيئة ولكن الاكتفاء بها خطيئة أكبر. موضوعات كثيرة في هذا الكتاب تحتاج إلى آلاف الصفحات لدراستها والإحاطة التامة بها - الشخصية في السرد على سبيل المثال - لذلك أدعوك بشدة إلى اعتبار هذه الصفحات مجرد باب أول نحو ذلك العالم الشاسع، باب له طابع عملي وتدريبي لكنه لن يغنيك بالمرة عن الإبحار الحر بمفردك. •••
إذا كنت كاتبا متمرسا، وله كتب منشورة، فقد ترى في كثير من مواد هذا الكتاب بديهيات ساذجة، لا حاجة لتكرارها، لكني أرجو أن تجد فيه أيضا محفزات على العمل بطرق جديدة ومختلفة عما صرت مطمئنا إليه الآن. مهما نشر أحد الكتاب ومهما ذاع صيته، يظل على الدوام بحاجة إلى تجديد دمائه، وتقليب تربة أفكاره وقناعاته، وكل كاتب حقيقي يدرك أنه تقريبا يبدأ من الصفر مع كل مشروع جديد يعمل عليه، وأنه كثيرا ما يجد نفسه مضطرا للتخلي عن كثير من عقائده القديمة ليبحر في المجهول.
أما إذا كنت وافدا جديدا على عالم الكتابة، ولم تتح لك فرصة الاشتراك في ورشة كتابة أدبية من قبل، لسبب أو لآخر، فلتعتبر هذا الكتاب ورشتك الصغيرة الخاصة، انتظم في قراءته وممارسة تمريناته كأنها مسألة طقس واجب الأداء، وأعدك ألا تقل ثمرة جهدك عما يناله كثيرون من التحاقهم بورش وفصول الكتابة، فقد كان هذا هدفا أساسيا في أثناء إعداد مواد هذا الكتاب. •••
في نهاية فصول الكتاب تجد ملحقين؛ الأول أعرض فيه بإيجاز عشرة كتب مترجمة عن الكتابة الإبداعية بمختلف أشكالها، وكل كتاب منها يعد ثروة أدبية وعملية لا تقدر بثمن، فلا تتردد في البحث عنها والاطلاع عليها. الملحق الثاني ثروة أخرى من نصائح للكتاب قدمها مجموعة من أمهر وأروع كتاب الغرب. سيعطيك هذان الملحقان لمحة سريعة عن المواد التي استعنت بها من أجل إعداد هذا الكتاب. •••
أنا مدين وممتن لعدد كبير من الكتاب والكتب والمواقع والمصادر والندوات وحوارات الأصدقاء، وبالطبع ورشة «الحكاية وما فيها» نفسها، فلولا كل تلك المنابع والمصادر لما كان بوسعي أن أنجز هذا العمل، وكل ما أرجوه أن يجد القارئ هنا نفعا وفائدة ورفيقا مخلصا في رحلته الشاقة مع الكتابة.
حظا موفقا وعملا ممتعا.
الكلمات المفاتيح
أعيش لحظة عقيمة؛ الورقة مطروحة أمامي، منذ آن لا تبرق في آفاقي بارقة، لا أظفر بشيء، ولا بكلمة أفتتح بها خطابي إليك؛ فإن الأمر لدي كامن في كلمات مفاتيح، ما إن أستأنف واحدة وأصففها في مستهل الصفحة، حتى تنزل علي شآبيب الكلام، لكن اللحظة عقيمة، لقد شبعت في السقف تحديقا وفي الخواطر تقليبا، تنهدت كثيرا ولا يفتح الله علي بشيء، قلت إذن فلنكتب عن اللحظات الغبيات العواقر.
Bilinmeyen sayfa