Başlangıcı ve Sonu Olmayan Hikaye

Necip Mahfuz d. 1427 AH
90

Başlangıcı ve Sonu Olmayan Hikaye

حكاية بلا بداية ولا نهاية

Türler

فرمته بنظرة غامضة وقالت: ولكني لم أحدثك بعد عن المشكلة الحقيقية! - الحقيقية؟! - التي تتحداني في اليقظة والمنام! - غير ما سبق ذكره؟ - ما حدثتك عنه حال يمكن اعتيادها كما يعتاد المريض مرضه المزمن.

فرفع الكهل حاجبيه متسائلا فقالت: أصبحت أشعر بشبابي لا كفترة من العمر تتسرب في ضياع، ولكن كقوة دافقة، قوة قاهرة، كهبة مقدسة، وحق إلهي!

نظر الكهل في بريق عينيها الخضراوين كالمأخوذ فقالت بنشوة وحماس: كم تنازعني نفسي إلى أشياء وأشياء، إلى كل شيء، إلى الوجود كله!

ثم وهي تخفض عينيها وبنبرة معتصرة بالحسرة والحزن: أود أن أرقص وأغني وأمرح!

اختبأ الكهل في صمته وهو يطبق شفتيه متفكرا. ولما طال انتظارها قالت: لعلي دهمتك بصراحتي!

فأصر على الاختفاء فقالت: لم تتوقع ذلك، أصبحت الأكاذيب وجبات يومية متكررة، ولكن ما جدوى هذا اللقاء إذا لم أكاشفك بدخيلة نفسي؟!

فتمتم الرجل بحذر: صراحتك مشكورة! - كان علي أن أعلن ما في نفسي أو أجن، ولكن كان علي أيضا أن أختار الرجل المناسب، وكنت تخطر على بالي دائما، رجل وقور ومحبوب وذو سمعة طيبة، له تاريخ مجيد قضى عليه بأن يكون ضحية فتعلقت به قلوب الضحايا! - أشكر لك إنسانيتك ولطفك. - لا أنكر أن لي صديقتين حميمتين في المصلحة، ولكني لم أفد من رأيهما ما يذكر! - هل كاشفتهما بما كاشفتني به؟ - كلا ولكني سألتهما الرأي في مناسبات حادة وخطيرة! - بم نصحتاك؟ - بدت لي إحداهما أبعد ما تكون عن الرحمة! - زيديني إيضاحا. - ليس الآن موضعه. - والأخرى؟ - إنها غاية في الغرابة، قالت لي: إن مشكلتي عامة وإن بدت خاصة، وأنها لا تحل بالحلول الفردية، وأن علينا أن نغير تفكيرنا من جذوره لنحقق تغييرا عاما وشاملا.

فابتسم قائلا: ليس رأيها بالجديد على مسمعي، ولكن كيف كانت استجابتك لها ؟ - لم يستمر ما بيني وبينها طويلا بعد ذلك فقد ألقي القبض عليها فجأة. - عرفت المعنية بحديثك، أليس هي زميلتنا السابقة بالحسابات؟ - بلى، وهكذا لم أجد أحدا سواك.

فقال بلهجة أبوية: إنك تنظرين إلى الأمور بمنظار أسود، ونسيت أنك قد ترزقين بابن الحلال غدا أو بعد غد! - أبناء الحلال متوفرون. - ألم يقع اختيارك على أحدهم؟ - كلا، إنهم موظفون شبان في مستوى مادي لا يختلف عن مستواي، وقبول يد أحدهم يعني التخلي عن إخوتي، ودعنا من تكاليف الزواج ومشاكلها!

فقال الكهل بإصرار: عسى أن يجيء عريس غني يقوم بكافة التكاليف ويسمح بالنزول عن مرتبك لإخوتك! - هذا حلم وليس عريسا! - الأحلام توجد كما توجد الحقائق. - أرفض أن أقيم ميزان حياتي على الأحلام، إني أعيش في جفاف قاتل وبلا أمل، ونفسي تتحرق إلى الحياة والسعادة، وفي كلمة، أود من أعماقي أن أرقص وأغني وأمرح.

Bilinmeyen sayfa