Hidayet-i Ragibin
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
Türler
الطريقة الثانية: النظر في الخصال الغالبة والسير المحمودة وإحراز الشيم الفاضلة في العلم والورع، ولا شك أن ما هذا حاله من الخصال الدينية يدور عليها معظم الترجيح لمن ينبغي تقليده من العلماء ، ونحن نبين أنها في حقهم حاصلة على الكمال والتمام أكمل منها في حق غيرهم من علماء الأمة؛ وجملة ما نشير إليه من ذلك ضروب ثلاثة:
الضرب الأول منها: الفضل بإحراز العلم، وليس يخفى على منصف غوصهم في علوم الشريعة وتبحرهم في أسرارها ، واطلاعهم على حقائقها وإحاطتهم بأسرارها ودقائقها ، وينكشف غرضنا في هذه القاعدة بإيضاح مسلكين:
المسلك الأول منهما على جهة الإجمال، وذلك من أوجه خمسة:
أما أولا: فلأن الآية واردة بالثناء عليهم في التطهير، وهي عامة في النزاهة لهم من كل ما يسوء، ولا مساءة أعظم من الجهل وعدم البصيرة في الدين، فيجب تنزيههم عن ذلك، وهذا هو الغاية إلى إحراز العلم النافع في الآخرة والسعادة الأبدية.
وأما ثانيا: فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قرنهم بالكتاب حيث قال: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) وأعظم الهداية في الدين، والنفع مأخوذ من كتاب الله تعالى فهكذا يكون حال العترة، وما كان حاله على حد حال كتاب الله في النور والشفاء من العمى والبيان وإيضاح كل ملتبس، ولا علم أنفع منه ولا شرف فوقه ولا مرتبة أعلى منه.
Sayfa 135