Hidayet-i Ragibin
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
Türler
وتفاخروا بالفقه والعلم والتفسير والتأويل؛ فقال بنو هاشم: لم يكن لبني أمية في هذا شيء، ولنا فيه علي بن أبي طالب، وعبدالله بن العباس، وزيد بن علي وأخوه محمد بن علي أبناء علي بن الحسين، فانتقل بنو هاشم من عبدالله بن عباس إلى زيد بن علي وقدموه على أخيه الباقر، وفي هذا دليل عظيم على فقهه وعلمه وقدموه على أبيه زين العابدين.
ومن مثل علي بن الحسين وقد قال الشافعي في (الرسالة) في إثبات خبر الواحد: وحدث علي بن الحسين وهو أفقه أهل المدينة يعول على أخبار الآحاد.
فانظر إلى كلام الشافعي أنه وجد علي بن الحسين أفقه أهل المدينة، وفي المدينة مالك بن أنس الأصبحي يفضله عليه، وفضل بنو هاشم زيدا على أبيه؛ وذكروه في الفقه للافتخار به ولم يذكروا معه في الفقه أباه وأخروا عنه أخاه.
وروى الحاكم رحمه الله عن جابر، قال: سألت [محمد] عن زيد بن علي فقال: (سألتني عن رجل ملئ إيمانا وعلما من أطراف شعره إلى قدمه وهو سيد أهل بيته)، ولزيد عليه السلام كتاب في القرآن وله كتاب في الأحكام.
قال الحاكم [-رضي الله عنه وأرضاه-]: وشهرة أمره في علمه تغني عن تطويل القول فيه، ولا نعرف أحدا يشك أنه كان عليه السلام من الفضل والعلم والدين والسخاء والورع والشجاعة والسياسة بالمحل العظيم ؛ ثم جرد سيفه في أيام بني أمية مجاهدا ولم يخطر ببال أحد من أهل زمانه ذلك، وجاهد حتى مضى شهيدا ففاق زيد في العلم والفضل والجهاد.
* * * * * * * * * *
Sayfa 209