Hidayat Hayara
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
Soruşturmacı
محمد أحمد الحاج
Yayıncı
دار القلم- دار الشامية
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٦هـ - ١٩٩٦م
Yayın Yeri
جدة - السعودية
Türler
İnançlar ve Mezhepler
(فَصْلٌ): وَإِنْ كَانَ الْمُعَيِّرُ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ أُمَّةِ الضَّلَالِ وَعُبَّادِ الصَّلِيبِ وَالصُّوَرِ الْمَدْهُونَةِ فِي الْحِيطَانِ وَالسُّقُوفِ فَيُقَالُ لَهُ: أَلَا يَسْتَحِي مَنْ أَصْلُ دِينِهِ الَّذِي يَدِينُ بِهِ وَيَعْتَقِدُهُ: أَنَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﵎ نَزَلَ عَنْ كُرْسِيِّ عَظْمَتِهِ وَعَرْشِهِ وَدَخَلَ فِي فَرْجِ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ وَتَبُولُ وَتَتَغَوَّطُ فَالْتَحَمَ بِبَطْنِهَا، وَأَقَامَ هُنَاكَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ يَتَلَبَّطُ بَيْنَ نَجْوٍ وَبَوْلٍ وَدَمِ طَمْثٍ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْقِمَاطِ وَالسَّرِيرِ كُلَّمَا بَكَى أَلْقَمَتْهُ أُمُّهُ ثَدْيَهَا، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْمَكْتَبِ بَيْنَ الصِّبْيَانِ، ثُمَّ آلَ أَمْرُهُ إِلَى لَطْمِ الْيَهُودِ خَدَّيْهِ، وَصَفْعِهِمْ قَفَاهُ، وَبَصْقِهِمْ فِي وَجْهِهِ، وَوَضْعِهِمْ تَاجًا مِنَ الشَّوْكِ عَلَى رَأْسِهِ، وَالْقَصَبَةِ فِي يَدِهِ اسْتِخْفَافًا بِهِ وَانْتِهَاكًا لِحُرْمَتِهِ، ثُمَّ قَرَّبُوهُ مِنْ مَرْكَبٍ خُصَّ بِالْبَلَاءِ، فَشَدُّوهُ عَلَيْهِ وَرَبَطُوهُ بِالْحِبَالِ، وَسَمَّرُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَهُوَ يَصِيحُ وَيَبْكِي وَيَسْتَغِيثُ مِنْ حَرِّ الْحَدِيدِ وَأَلَمِ الصَّلِيبِ.
هَذَا وَهُوَ بِزَعْمِهِمُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَقَسَّمَ الْأَرْزَاقَ وَالْآجَالَ، وَلَكِنِ اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ وَرَحِمْتُهُ أَنْ مَكَّنَ أَعْدَاءَهُ مِنْ نَفْسِهِ لِيَنَالُوا مِنْهُ مَا نَالُوا فَيَسْتَحِقُّوا بِذَلِكَ الْعَذَابَ وَالسِّجْنَ فِي الْجَحِيمِ، وَيَفْدِي أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ وَأَوْلِيَاءَهُ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنْ سِجْنِ إِبْلِيسَ، فَإِنَّ رُوحَ آدَمَ وَإِبْرَاهِيمَ وَنُوحٍ وَسَائِرِ النَّبِيِّينَ عِنْدَهُمْ كَانَتْ فِي سِجْنِ إِبْلِيسَ فِي النَّارِ حَتَّى خَلَّصَهَا مِنْ سِجْنِهِ بِتَمْكِينِ أَعْدَائِهِ مِنْ صَلْبِهِ.
2 / 480