256

إلى غيرها من الواجبات كقطرة بالإضافة إلى بحر (1).

أقول : لا يبعد أن يكون المراد من الآية والله العالم أنه ما امر العباد بالأوامر إلا ليعبدوا الله ، والغاية منها هي عبادة الله لا غيرها ، كما في قوله تعالى : ( ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (2) وذلك لأن اشتقاقات لفظ «أمر» كلها تتعدى بالباء ، كما في قوله تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) (3) إلى آخره ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) (4) وغير ذلك ، ولا يقال لمتعلق الأمر : «المأمور له» بل يقال : «المأمور به» وإنما المأمور له هو الغاية للأمر ، فالآية مسوقة ظاهرا لبيان غاية الأوامر والتكاليف وإنزال الكتب وبعث الرسل ، وأنه هو التوحيد ليس إلا.

ومنها : الاستدلال بالأخبار الواردة في باب النية من قوله صلى الله عليه وآله : «الأعمال بالنيات» (5) و «لكل امرئ ما نوى» (6) وأمثال ذلك ، فإنها تدل على أن العمل بلا نية وإضافة إليه تعالى كلا عمل.

وفيه : أن لفظ «النية» معناه اللغوي هو القصد مطلقا ، لا قصد القربة ، وإنما الفقهاء اصطلحوا على ذلك.

Sayfa 260