158

الثالث : ما أفاده صاحب الفصول قدسسره أخذا من المحقق الشريف من أن لازم أخذ مفهوم الشيء في المشتق انقلاب القضية الممكنة في مثل : «الإنسان ضاحك» بالقضية الضرورية ، لأنها تنحل إلى أن «الإنسان شيء له الضحك» ومن المعلوم أن الشيئية للإنسان ضروري (1).

وجوابه : ما أفاده في الكفاية (2) من أن المحمول ليس نفس الشيء ، بل الشيء المقيد ، وواضح أنه ممكن الثبوت للإنسان لا ضروري ، والميزان في أخذ جهة القضية ملاحظة المحمول بتمام قيوده ، وإلا ربما يكون ذات المقيد ممكن الثبوت للموضوع ، أو ضرورية ومع قيده ممتنع الثبوت ، كما في «زيد إنسان يطير إلى السماء بلا سبب من الأسباب».

ومن هنا ظهر الجواب عما أفاده شيخنا الأستاذ قدسسره من أن لازم ذلك انقلاب النسبة التصورية في المحمول إلى النسبة التصديقية ، فإن «ضاحك شيء له الضحك» الذي هو مفهوم للضاحك أيضا مفهوم تصوري ، ضرورة أنه لا يصح السكوت عليه ، بل يمكن أن يقال : «شيء له الضحك موجود أو معدوم» ففي مثل «الإنسان ضاحك» المنحل إلى «الإنسان شيء له الضحك» المحمول هو المقيد الذي ليس إلا نسبة تصورية

Sayfa 160