شكرته على وقته، وتركت عنده رقم هاتفي، وطلبت منه أن يتواصل معي إذا ما استجد شيء ما.
كان مهذبا كريما، أصر على أن أتناول معهم الطعام، لكنني تعللت بمشاغلي على وعد بتلبية الدعوة في وقت ما. وقام بمرافقتي حتى سيارتي برغم إصراري ألا يفعل، قال لي إنه سيبحث في الأمر، وسيعاود الاتصال بي إذا ما توصل إلى شيء يفيدني في الوصول لأحد أفراد أسرته أو أقاربه.
رحت أقود سيارتي عائدا للمنزل في شرود.
لم يفدني «إبراهيم» كثيرا، بل أضاف لي المزيد من علامات الاستفهام، لماذا لم يعد «عمار» للسكن الداخلي من الجامعة في اليوم السابق لانتحاره؟
ومن هذا الصديق الغامض الذي قضى معه اليوم؟
على قدر معرفتي به، فهو لم يكن من النوع الذي يملك عددا من الأصدقاء، في الواقع لم يحك لي سوى عن «إبراهيم» باعتباره صديقه الوحيد.
فمن هذا الصديق الذي لم يحك لي عنه، ولا حتى لصديقه الوحيد؟
ومن هذا الشخص الذي تشاجر معه؟ هل هو ذلك الصديق الغامض؟ ولماذا يتشاجر معه ثم يبيت معه الليلة لينتحر في اليوم التالي؟
يبدو لي الأمر برمته غير قابل للاستيعاب المنطقي. ثمة حلقة مفقودة في تسلسل الأحداث.
ثم لمعت في رأسي فكرة. «هبة.»
Bilinmeyen sayfa