لكنني كنت أعرف أنه شخص ذكي، وسيستطيع أن يصل إلى مرحلة التصالح النفسي مع ماضيه بسرعة.
انتهى قدح الشاي، قمت بإطفاء نور المطبخ وذهبت لأستلقي، كانت زوجتي تغط في النوم، فانسللت إلى جوارها في هدوء.
تلك العزيزة المسكينة، لقد كنت في قمة الأنانية معها.
تركتها تواجه فقد «منى» لوحدها، بينما قمت بالهروب ودفن مشاعري في العمل، كنت أعمل حتى أوقات متأخرة من الليل حتى أتجنب المنزل وأتجنبها أطول فترة ممكنة، كنت أتجنب كل شيء يذكرني ب «منى».
وتركتها لوحدها تواجه أحزانها بنفسها.
لا بد من إجازة طويلة من العمل حتى أكون بجانبها، ربما نسافر في رحلة طويلة خارج البلاد. إنني إذ أتوقع من «عمار» مواجهة حزنه بشجاعة بينما أتهرب أنا من مواجهة حزني، فهذا النفاق بعينه ولا شيء سواه.
لقد علمني يا سيدتي - دون أن يدري - درسا مهما في حياتي.
لا تهرب من أحزانك، تحد قدرك.
قف في وجه الإعصار، وستخرج قويا منتصرا.
وأنا الذي ظننت أنني كففت عن التعلم منذ عقود!
Bilinmeyen sayfa