قلت لها باسما: «عندما تتعافين ستردين لها الجميل.»
صمتت وراحت تمضغ الطعام في بطء، سألتها مجددا: «هل قرأت شيئا من القرآن؟»
طوقت جسدها الذابل بذراعيها النحيلتين، وقالت في هدوء: «نعم.»
سألتها، وأنا أزيح خصلات شعرها من أمام وجهها: «ماذا قرأت؟»
راحت تتلو بصوت متهدج: .
قلت معقبا: «إنا لله وإنا إليه راجعون.»
راحت شفتاها ترتجفان حتى إن بقايا الطعام راحت تتساقط من فمها، وقالت بصوت كالبكاء: «أنا راضية بقضاء الله، ولكنني لا أفهم، لماذا؟ لماذا أخذها مني؟ لماذا يبتليني فيها؟ ما ذنب فلذة كبدي حتى ينهشها السرطان وتموت؟ إنها مجرد طفلة؟ قل لي لماذا؟ أرجوك!»
وقبل أن أرد، تكومت على نفسها في طرف السرير، وانخرطت في نوبة بكاء حادة، قالت لي بصوت متهدج، وهي تنظر لي من بين دموعها في توسل: «أرجوك قل لي إنها لم تعان.»
جلست جوارها صامتا، ووضعت رأسها على ركبتي، أغمضت عينيها، وراحت تردد بصوت مبحوح: «إنا لله وإنا إليه راجعون، أستغفر الله العظيم، يا رب اغفر لي، يا رب اغفر لي!»
رحت أمسح على شعرها، وأنا أتأمل ملامحها الشاحبة في صمت، كان حزنها عميقا، لم تفلح معه كل محاولاتي في إعادتها لسابق عهدها.
Bilinmeyen sayfa