جثث أفقدها الظلم، الذي كانوا يتجرعونه صباحا ومساء، حلمها وأملها بغد أفضل. ***
1
في تمام الخامسة وتسع دقائق، صباح يوم الخميس، الثالث من أكتوبر توقف قلب «عمار» عن الخفقان.
يقول تقرير الطبيب الشرعي إن سبب الوفاة كان لنقص السوائل بسبب النزيف الداخلي والخارجي للجسم. بالإضافة لفشل الكثير من الأعضاء الحيوية في العمل دفعة واحدة.
كأنه كان متماسكا، حتى قرر الكف عن الحياة فجأة.
بعد شهر ونيف من بقاء الجثمان في المشرحة، والكثير من المعاملات الورقية والإجراءات الإدارية المعقدة، أقف في المقبرة حول الجثمان المسجى على «عنقريب» خشبي مجدول، بينما اللحاد يخرج من القبر بعد أن استكمل اللمسات الأخيرة فيه. «الفاتحة على روح المرحوم.»
ترتفع الأكف أمام الوجوه الواجمة، ويتردد حرف السين بكثرة من بين الشفاه شبه المغلقة.
أرمق الجثمان المسجى على «العنقريب» الخشبي، وقد كف عن الحياة للأبد.
كنت أتمنى أن أقول إن الجنازة كانت أسطورية، وقد تقاطر المئات من المشيعين يبكونه في حرقة، بينما تلطم النساء، ويشققن ملابسهن في لوعة. لكن لم يكن هناك شيء من هذا، لم يتجاوز المشيعون أصابع اليدين، أنا و«إبراهيم» وبضع من الشباب من دفعته في الجامعة.
هذا كل شيء. «آمين.» «آمين.»
Bilinmeyen sayfa