Hegel: Çok Kısa Bir Giriş
هيجل: مقدمة قصيرة جدا
Türler
ما حدث سريعا، إلى حد ما، هو إلغاء القيود المفروضة على الحرية التي اتسم بها العصر اليوناني. أولا: تعارض المسيحية العبودية لأن كل شخص من البشر يتمتع بنفس القيمة غير المحدودة والأساسية. ثانيا: انتهى الاعتماد على الوسطاء الروحانيين؛ نظرا لأن الوسطاء الروحانيين يمثلون هيمنة الأحداث الطبيعية العرضية على الاختيار الحر للكائنات الروحية. ثالثا: ولنفس السبب، حلت الأخلاق القائمة على الفكرة الروحية للحب محل الأخلاق العرفية للمجتمع اليوناني.
بزغت الديانة المسيحية في عهد الإمبراطورية الرومانية، وأصبحت الديانة الرسمية للإمبراطورية في عهد الإمبراطور قسطنطين. وعلى الرغم من سقوط النصف الغربي من الإمبراطورية تحت وطأة غزوات البربر، فإن الإمبراطورية البيزنطية ظلت مسيحية لأكثر من ألف سنة. ومع ذلك، يرى هيجل أن هذه المسيحية جامدة وفاسدة نتيجة لأنها كانت محاولة لوضع مظهر مسيحي زائف فوق أنظمة فاسدة بالفعل حتى النخاع. وقد استلزم الأمر أشخاصا جددا لإيصال العقيدة المسيحية إلى مصيرها المحتوم.
العالم الجرماني
قد يبدو غريبا أن يشير هيجل إلى الفترة التاريخية الممتدة من سقوط الإمبراطورية الرومانية إلى العصور الحديثة بأكملها بوصفها «العالم الجرماني». ويستخدم هيجل المصطلح
Germanische ، الذي يعني «جرماني» بدلا من «ألماني»، ولا يتحدث عن ألمانيا فقط، بل أيضا عن إسكندينافيا وهولندا وحتى بريطانيا. ولم يتغاض أيضا - كما سنرى - عن التطورات التي حدثت في إيطاليا وفرنسا، مع أنه لم يجد روابط لغوية أو عرقية لتبرير استخدام المصطلح «جرماني» على نطاق أوسع ليتضمن هذه الدول. قد يشك البعض في أن إطلاق هيجل اسم «العالم الجرماني» على هذا العصر يتسم بقدر من التعصب العرقي، لكن السبب الرئيسي الذي دفعه للقيام بذلك هو أنه يعتبر حركة الإصلاح الديني هي الحدث التاريخي الرئيسي الأوحد منذ العصر الروماني.
يرسم هيجل صورة مقبضة لأوروبا خلال الألف سنة التي مرت عقب سقوط روما؛ ففي أثناء هذه الفترة يرى هيجل أن الكنيسة أفسدت الروح الدينية الحقيقية، بحيث أقحمت نفسها بين الإنسان والعالم الروحي، وأصرت على الطاعة العمياء لها من أتباعها. ويصف هيجل العصور الوسطى بأنها «ليلة طويلة وطارئة ومفزعة»، ليلة انتهت ببزوغ عصر النهضة الذي يعد «وميض الفجر الذي يبشر بعودة يوم ساطع ومجيد بعد هبوب عواصف لفترة طويلة.» ومع ذلك، يصف هيجل حركة الإصلاح الديني - وليس عصر النهضة - بأنها «الشمس المنيرة» التي أشرقت على يومنا الساطع؛ ألا وهو العصر الحديث.
لقد ظهرت حركة الإصلاح الديني نتيجة لفساد الكنيسة، الذي لم يكن ينظر إليه هيجل كتطور عرضي، بل كنتيجة حتمية لحقيقة أن الكنيسة لا تتعامل مع الألوهية بوصفها شيئا روحيا محضا، بل بدلا من ذلك قامت بتجسيدها في العالم المادي. فالتقيد بالشعائر والطقوس الدينية، وغيرها من المظاهر الخارجية، هو أساسها، ولا يتطلب الأمر سوى الالتزام بها باعتبارها جوهرا للحياة الدينية. وهكذا تم قصر العنصر الروحي في البشر على أشياء مادية مجردة. إن التعبير المطلق عن هذا الفساد المتغلغل هو بيع شيء يمس طبيعة الإنسان الدفينة والأكثر عمقا؛ السلام الروحي الذي يصاحب غفران الخطايا، مقابل أكثر الأشياء دنيوية؛ ألا وهو المال. يشير هيجل بالطبع إلى عملية بيع «صكوك الغفران» التي تسببت في بدء احتجاج لوثر.
ويعتقد هيجل أن الإصلاح الديني كان إنجازا للشعب الجرماني، نبع من «صدق وإخلاص قلبه». يعتبر هيجل «الإخلاص» و«القلب» العنصرين الرئيسيين للإصلاح الديني، الذي بدأه راهب ألماني بسيط، هو لوثر، وترسخ في الشعوب الجرمانية فقط. وكانت نتيجته التخلص من أبهة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ووضعها، وإحلال فكرة أن كل إنسان تربطه، في قلبه، علاقة مباشرة بالمسيح.
إن تقديم حركة الإصلاح الديني بوصفها حدثا داخل جزء معزول من الحياة يسمى «الدين»، مع ذلك، قد يكون مناقضا تماما لوجهة نظر هيجل؛ أولا: طالما أكد هيجل على ترابط الجوانب المختلفة لتطورنا التاريخي. ثانيا : كما رأينا بالفعل، لكي يحقق البشر طبيعتهم الروحية لا يكفي أن يرتقوا بحياتهم الدينية، بل يجب أن يجعلوا من العالم الذي يعيشون فيه مكانا مناسبا لحياة الكائنات الروحية الحرة. وهكذا يرى هيجل حركة الإصلاح الديني أكثر من مجرد هجوم على الكنيسة القديمة واستبدال البروتستانتية بالكاثوليكية الرومانية. تنادي حركة الإصلاح الديني بأنه يمكن لكل إنسان التعرف على حقيقة طبيعته الروحية، ويمكنه تحقيق خلاصه؛ فلا حاجة لوجود سلطة خارجية لتفسير النصوص المقدسة أو لأداء الشعائر. فالضمير الفردي هو الحكم النهائي في تحديد الحقيقة والصلاح. وتأكيدا لهذا، رفعت حركة الإصلاح الديني «راية الروح الحرة» وجعلت مبدأها الرئيسي: «الإنسان بطبيعته خلق ليكون حرا.»
شكل : مارتن لوثر (1483-1546).
Bilinmeyen sayfa