Sevgili Hayatım

Nahla Darbi d. 1450 AH
79

Sevgili Hayatım

حياتي العزيزة

Türler

هل يمكن أن تكون قد نسيت، لكن كيف يتسنى لها هذا؟ ينتهي اجتماع أطباء المقاطعة، العشاء السنوي، وكذلك انتخاب المسئولين في الغالب بحلول العاشرة والنصف، وقد أضحت الآن الحادية عشرة مساء.

لقد فات الأوان، لقد فات الأوان. ولاحظ كلانا تأخر الوقت. •••

إن الباب الخارجي الحاجز كان يفتح آنئذ، ثم الباب المؤدي إلى البهو الأمامي، ودون أن يتوقف العم جاسبر هناك كعادته كي يخلع حذاءه العالي الرقبة، أو معطفه الثقيل أو وشاحه، دلف بخطى واسعة إلى غرفة المعيشة.

لم يتوقف العازفون الذين كانوا في منتصف عزفهم لإحدى القطع الموسيقية، وحيا الجاران زوج خالتي بابتهاج لكن بصوت خفيض مراعاة للموسيقى التي كانت تعزف. وقد بدا بضعف حجمه الحقيقي بمعطفه الذي فك أزراره، ووشاحه الذي حله، وبحذائه العالي الرقبة الذي كان لا يزال يرتديه. حدق بغضب، لكن لم تكن نظراته مصوبة نحو شخص بعينه، ولا حتى نحو زوجته.

ولم تكن هي تنظر باتجاهه، وقد شرعت في رفع الأطباق من المائدة التي بجوارها واضعة كل طبق فوق الآخر، ولم تلحظ حتى وجود بقايا الكعك التي تفتتت بدورها عند وضع الأطباق بعضها فوق بعض.

وبخطوات ليست بسريعة أو وئيدة، سار عبر غرفة المعيشة المزدوجة، ومنها إلى غرفة الطعام، ومر عبر الباب الدوار إلى المطبخ.

كانت عازفة البيانو تجلس ويدها ساكنة فوق مفاتيح البيانو، وقد توقف عازف التشيلو عن عزفه، أما عازفة الكمان فقد استمرت في العزف بمفردها؛ ولا أدري حتى الآن إن كانت تلك طريقة عزف المقطوعة، أم أنها كانت تهزأ به عن عمد. لم ترفع بصرها - بقدر ما أستطيع أن أتذكر - لمواجهة ذلك الرجل المتجهم، واهتز رأسها الضخم، الذي كان يكسوه الشعر الأبيض الذي يشبه شعره، لكنه كان أكثر جفافا وتلفا بفعل الطقس السيئ بعض الشيء، لكن ربما كانت تهتز طوال الوقت من قبل.

عاد وهو يحمل في يده طبقا مليئا بقطع لحم الخنزير وحبات الفاصوليا. لا بد أنه فتح لتوه إحدى عبوات الطعام المعلب وأفرغ محتوياتها باردة في الطبق. لم يأبه بخلع معطفه الثقيل، وشرع في تناول الطعام كما لو كان يجلس بمفرده ويشعر بالجوع، وظل كما هو لا يتطلع إلى أحد وإنما كان يحدث ضجيجا بشوكة الطعام. قد تعتقد أنهم لم يقدموا ولو القليل من الطعام في الاجتماع والعشاء السنويين لأطباء المقاطعة.

لم أره يأكل على هذا النحو مطلقا من قبل؛ فسلوكياته على المائدة كانت دوما تحمل بعض الغطرسة، لكنها كانت مهذبة.

انتهت المقطوعة التي كانت أخته تعزفها، ربما بعد أن عزفت بالكامل، وقد انتهت قبل إحضار العم جاسبر لحم الخنزير والفاصوليا بقليل. نهض الجاران واتجها نحو البهو الأمامي وارتديا ملابس الخروج وأومآ برأسيهما مرة واحدة تعبيرا عن وافر امتنانهما، وذلك بعد أن تملكهما اليأس من البقاء.

Bilinmeyen sayfa