كانت ماري واحدة منهن، وأغلب الظن أنها كانت أعلاهن صوتا.
أدرت رأسي ولم أنظر نحوهن ثانية.
لكن ها هي تناديني باسمي وتريد أن تعرف أين كنت.
أخبرتها بأنني كنت في زيارة لإحدى صديقاتي.
ألقت بنفسها بجواري وأخبرتني بأنهن كن يلعبن مباراة في كرة السلة ضد فريق هنتسفيل، وكانت المباراة ممتعة وقد خسرنها.
صاحت في سرور واضح: «لقد هزمنا، أليس كذلك؟» وهمهمت الفتيات في حزن وبعدها انفجرن في الضحك. ثم ذكرت النتيجة التي كانت مخزية جدا بالفعل.
قالت: «إنك في كامل هيئتك.» لكنها لم تكترث كثيرا بما قلته، وبدا أنها لم تظهر اهتماما حقيقيا بما قدمته من أسباب.
وبالكاد لاحظت أنني قلت إني ذاهبة إلى تورونتو كي أزور جدي وجدتي، فقط لتشير إلى أنهما بالقطع طاعنان في السن. لم تتفوه بكلمة عن أليستر، حتى ولو كلمة سيئة. إنها لم تكن لتنسى ما حدث، لكنها فقط طوت ذلك المشهد ووضعته في خزانة مع ما صادفته في حياتها من قبل، أو ربما كانت من ذلك النوع من الأشخاص الذين بمقدورهم التعامل بعدم اكتراث مع أي مهانة.
إنني ممتنة لها الآن حتى لو لم يكن بمقدوري أن أشعر بذلك حينها. إذا كنت قد سافرت بمفردي، فماذا كان يمكن أن أفعل عندما نصل إلى أمندسون؟ ماذا لو قفزت وغادرت القطار وهرعت إلى منزله وطلبت أن أعرف لم فعل ذلك، لم! كان سيصير عارا علي إلى الأبد. أمهلت المحطة الفتيات بالكاد وقتا كافيا كي يلملمن أنفسهن وينقرن على النوافذ كي ينبهن من جاءوا لتوصيلهن لأماكن وجودهن، بينما حذرهن المحصل من أنه إذا لم يسرعن فسيحملهن القطار نحو تورونتو. •••
ظللت لسنوات أعتقد أنه ربما ألتقي به مصادفة. لقد عشت وما زلت أعيش في تورونتو. كان يخيل إلي أن كل شخص ينتهي به المطاف في تورونتو حتى ولو لفترة قصيرة، لكن ذلك كان يعني أنك سترى ذلك الشخص لو أنك ترغب في هذا بأي حال من الأحوال.
Bilinmeyen sayfa