وضعت بيل الدلو والمقعد الصغير وشرعت في السير عبر حشائش الصباح المبتلة. «ماذا بعد، يا صغيرتي؟ ماذا بعد؟»
قالت ذلك بنبرة يشوبها الاستمالة والتوبيخ في نفس الوقت. كان هناك شيء يتحرك وسط الأشجار؛ صوت رجل يقول إن كل شيء على ما يرام.
بالطبع، كان كل شيء على ما يرام. هل دار بخلده أنها كانت تخشاه؟ من الأحرى به أن يخاف هو من البقرة التي كانت لا تزال تمتلك قرنين.
عندما تسلق سياج السكك الحديدية، لوح بأسلوب ربما اعتقد أنه مطمئن.
كان هذا بالشيء الكثير بالنسبة إلى مارجريت روز؛ لذا كان لزاما عليها أن تستعرض بعضا من قدراتها. قفزت للأمام، ثم للخلف، ثم راحت تهز قرنيها الصغيرين الحادين، ولا شيء أكثر من هذا، لكن أبقار الجيرزي دائما ما تفاجئك بطريقة غير سارة، بسرعتها وبالتغير المفاجئ في حالتها المزاجية. صاحت بيل لتنهرها ولتطمئنه. «إنها لن تؤذيك. عليك فقط ألا تتحرك. إنها فقط تشعر بالقلق.»
لاحظت الآن الحقيبة التي كان يحملها، وهذا هو ما تسبب في تلك المشكلة. اعتقدت أنه كان يسير بالخارج فحسب على القضبان، لكنه كان يتجه لمكان ما. «إنها منزعجة من حقيبتك. هل يمكن أن تضعها على الأرض للحظات؟ على أن أعيدها إلى الحظيرة لحلبها.»
نفذ ما طلبته، ووقف يرقب ما يحدث وهو لا يرغب في التحرك قيد أنملة.
أعادت مارجريت روز إلى حيث يوجد الدلو والمقعد الصغير عند ذلك الجانب من الحظيرة.
قالت له: «بإمكانك أن تحملها الآن.» وتحدثت إليه بلطف وهو يقترب منها قائلة: «ما دمت لا تحركها نحوها، فستبقى هادئة. إنك جندي، أليس كذلك؟ إن انتظرت حتى أنتهي من حلبها، فبمقدوري أن أعد لك بعضا من طعام الإفطار. مارجريت روز، يا له من اسم سخيف عليك أن تناديها به!»
كانت امرأة قصيرة القامة، قوية البنية، ذات شعر مسترسل رمادي اللون ممتزج بما تبقى من شعرها الأشقر، الذي اتخذت مقدمته مظهرا طفوليا جميلا.
Bilinmeyen sayfa