قلت وأنا أتذكر شيئا رأيته في المزرعة: «وإناث القطط تصرخ أيضا، تصرخ صرخات مدوية عندما يضاجعها قط ذكر.»
قالت ناعومي: «ألن تصرخي إن كنت مكانها؟»
عندها اضطررنا للانصراف، لأن بورك تشايلدز جاء يمشي مسرعا يتأرجح بين طواويسه. كنا نعرف أن أصابع قدميه كلها قد بترت بعد أن تجمدت؛ لأنه رقد في حفرة إذ لم يستطع العودة إلى منزله من فرط سكره، وكان هذا منذ وقت طويل قبل أن ينضم إلى الكنيسة المعمدانية. صاح فينا وهو يلقي تحيته القديمة أو مزحته القديمة: «مساء الخير يا أولاد.» كان دائما ما يصيح من كابينة شاحنة القمامة «مرحبا يا أولاد»، «مرحبا يا فتيات.» دائما يصيح في الشوارع صيفا وشتاء، لكنه لم يحصل يوما على رد لتحيته، فركضنا هاربتين.
كانت سيارة السيد تشامبرلين واقفة أمام بيتنا.
قالت ناعومي: «لندخل، أريد أن أرى ما يفعل بفيرن العجوز.»
لكنه لم يكن يفعل شيئا، في حجرة الطعام كانت فيرن تقيس فستانا من الشيفون المزين بالورود، تساعدها أمي في تفصيله كي ترتديه في عرس دونا كارلينج، والذي سوف تغني فيه منفردة. كانت أمي تجلس بجنب على كرسي أمام ماكينة الخياطة، بينما كانت فيرن تدور أمامها كمظلة كبيرة نصف مفتوحة.
أما السيد تشامبرلين فكان يحتسي مشروبا حقيقيا: ويسكي مخلوطا بالماء، وقد ذهب إلى بورترفيلد كي يشتريه؛ إذ إن جوبيلي كانت تمنع احتساء الكحوليات. خالجني شعور مختلط بين الفخر والخزي لأن ناعومي رأت الزجاجة على النضد الجانبي؛ فشيء كهذا لا يمكن أن يتواجد في بيتها. كانت أمي تسمح له بالشرب لأنه خاض الحرب.
قال السيد تشامبرلين بقدر كبير من النفاق: «ها قد أتت الآنستان الجميلتان، مفعمتين بجمال الربيع، ومنتعشتين بالهواء الطلق.»
قلت وأنا أستعرض أمام ناعومي: «صب لنا شرابا.» فضحك ووضع يده فوق كأسه. «ليس قبل أن تخبرانا أين كنتما.» «ذهبنا إلى بيت بورك تشايلدز لنرى الطواويس.»
تغنى السيد تشامبرلين قائلا: «ذهبتما لتريا الطواويس، لتريا الطواويس الجميلة.» «صب لنا شرابا.»
Bilinmeyen sayfa