57

Mesih'in Hayatı

حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث

Türler

هذه السماحة قد اصطدمت بعماية الشهوات وعناد الغرور، كما اصطدمت بهما تلك الصرامة، وقد أحصى السيد المسيح على عصره هذه الصدمة، وتلك الصدمة، فقال: «إن يوحنا جاءهم لا يأكل ولا يشرب، فقالوا به مس شيطان، ثم جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فقالوا إنه إنسان أكول شريب محب للعشارين والخطاة.»

رسالة قد استوفت تجربتها بل تجربتيها، وخرجت من التجربتين معا إنسانية عالمية تنادي من يستمع إليها، وتعرض عمن أعرض عن دعوتها بل دعوتيها: دعوة الغيرة الصارمة الأبية، ودعوة الغيرة السمحة الرضية، ولو قدر لها أن تعيش في قبيل واحد لاستمع لها ذلك القبيل فانعزلت معه، فلم يسمع بها العالمون.

الشريعة

كل مراجعة تاريخية لذلك العصر تنتهي من جانب البحث السياسي، أو جانب البحث الاقتصادي، أو جانب البحث الاجتماعي، أو الديني، أو الثقافي إلى نتيجة واحدة: وهي أن ضحايا البذخ، والرياء قد بلغوا فيه من كثرة العدد، وسوء الأثر حدا يفوق احتمال عصر واحد، فلا يطيق أن ينتقل بها إلى العصر الذي بعده دون أن يطرأ عليه طارئ، ولن يكون ذلك الطارئ غير طارئ انقلاب شامل.

بلغ فيه ضحايا البذخ والرياء غاية ما يبلغونه في عصر واحد، وقد يقال إنهم ضحايا الرياء بألوانه الاجتماعية والنفسية، فما كان البذخ إلا ضربا من الرياء الاجتماعي؛ لأنه معلق في جميع أحواله بفخفخة الظهور. وسيان ولع النفوس بفخفخة الظهور الأجوف، وولعها بالرياء.

وفي عصر كذلك العصر تلزم الرسالة.

لكنها لا تلزم لتأتي العالم بمزيد من الشريعة، ولا بمزيد من تطبيق الشريعة، فقد تكون المصيبة كلها في تطبيق الشريعة إذا جرت على سنة الرياء، وغلب فيه النفاق على الصدق والإنصاف.

إنما تلزم الرسالة في أمثال ذلك العصر؛ لتعطي العالم ما يحتاج إليه، وتنقذ ضحاياه.

والآداب الإنسانية هي الحاجة العظمى حين ينخر السوس باطن العرف والشريعة، وضحايا الرياء هم أول من يتلقف تلك الآداب الإنسانية، ويشعر بتلك الحاجة العظمى.

إنها رسالة قلب كبير يشعر فيجذب إليه كل شعور، ولا سيما شعور الضحايا والمظلومين.

Bilinmeyen sayfa