Mesih'in Hayatı
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
Türler
وخير ما ورد في وصف مكان الأنبياء بين بني إسرائيل قول النبي «محمد» - صلوات الله عليه: «علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل».
فقد كان عمل النبي في شعب إسرائيل كعمل العالم الفقيه في الأمة الإسلامية، ولم يكن من المستغرب أن يسمع بهم الخاصة أو العامة في وقت من الأوقات، ولم يكن قيامهم إنكارا لقيام الأنبياء من قبلهم، بل هو تفسير للكتب والنذر، وحض على اتباع السنن التي رسمها لهم من قبل إبراهيم وموسى ويعقوب وغيرهم من الأنبياء السابقين، بل كانوا يعلمون من كتب العهد القديم أن الله وعد إسرائيل «أن يقيم أنبياء مثله ويجعل كلامه في أفوههم (18 تثنية)، وأن بعض هؤلاء الأنبياء قد يتحدث إلى الناس بكلام غير كلام الوحي فعليهم أن ينبذوه»، «وإن قلت في قلبك كيف تعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب فاعلم أن ما تكلم به النبي باسم الرب، ولم يحدث ولم يصر، فهذا كلام لم يتكلم به الرب ... فلا تخف منه.»
بل يجوز أحيانا أن تصدق الأقوال والعلامات، ولا يجوز للشعب أن يستمع إلى وصايا الأنبياء إذا دعوه إلى عبادة رب غير إله إسرائيل، فإذا قام في وسطك نبي أو صاحب رؤيا وأعطاك آية أو أعجوبة، فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو صاحب الرؤيا إن دعاك إلى عبادة آلهة أخرى لم تعرفها وتعبدها ولو صدقت الأعجوبة أو الآية ... (13 تثنية).
ولم تكن النبوءة بإذن من ذوي السلطان، أمراء كانوا أو كهانا أو شيوخا مطاعين في القبيلة، بل يمتلئ يقين الإنسان بالإيحاء إليه فيمضي في تبليغ وحيه ولا يقوى أحيانا على كف لسانه كما قال أرميا: «قد أقنعتني يا رب فاقتنعت، وألححت علي فغلبت، صرت أضحوكة وهزءا ... وكلمة الرب جللتني بالعار والسخرية ... فقلت لا أذكره، ولا أنطق باسمه بعد، فكان في قلبي كأنه نار محرقة محصورة في عظامي ... فلم تكن لي طاقة بالسكوت» (20 أرميا).
وكثيرا ما كان النبي ينحى على زملائه في عصره ويخالفهم في تفسير النذر من ربه، كما قال أرميا: «من عند أنبياء أورشليم خرج نفاق إلى الأرض كلها ... فلا تسمعوا كلام الأنبياء الذين يتنبئون لكم، فإنهم يبطلون عملكم ويتكلمون برؤيا قلوبهم.»
أو كما قال ميخا لملك إسرائيل: «هو ذا الرب قد جعل الروح كذلك في أفواه جميع أنبيائك هؤلاء.»
قال هذا فتصدى له صدقيا بن كنعانة «وضرب ميخا على الفك وقال له: من أين عبر روح الرب مني ليكلمك؟»
وكان المعهود في الأنبياء كما روت كتب التوراة أن يطلب أنبياء إسرائيل حالة الكشف كما يطلبها المتصوفون والنساك فيما علمناه من أخبارهم المتواترة، فمنهم من يصوم ويتهجد ويمسك عن فضول العيش، ويلتمس المنازه والأنهار، كما قال دنيال: «لم آكل طعاما شهيا، ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر، ولم أدهن حتى تمت ثلاثة أسابيع، وفي اليوم الرابع والعشرين من الشهر الأول، إذ كنت إلى جانب النهر العظيم دجلة، رفعت عيني ونظرت.»
بل منهم من كان يستعين بالسماع؛ ليشعر بصفاء الروح، ويستلهم الغيب، كما جاء في سفر صمويل الأول: «إنك تصادف زمرة من الأنبياء يهبطون من الأكمة، أمامهم رباب ودف وناي وعود، وهم يتنبئون فيحل عليك روح الرب» (9 صمويل أول).
أو كما جاء في سفر الملوك الثاني: «فقال اليشع حي رب الجنود ... الآن فأتوني بعواد ... فلما ضرب العواد بالعود كانت عليه يد الرب.»
Bilinmeyen sayfa