171

كيف تركت أمانتك ضائعة؟! فكيف بأمة محمد صلى الله عليه وآلهوسلم فاستخلف عليهم .. »

فنظر إليه نظرة ريبة فقال له :

« إن استخلف عليهم فقد استخلف أبو بكر ، وإن أتركهم فقد تركهم رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم .. » (1)

وأقام عبد الله في حديثه برهانا تدعمه الفطرة على ضرورة نصب الوصي ، وتعيين ولى العهد ، وان من أهمله يستحق اللوم والتقريع ، وهو أمر واضح لا مجال للشك فيه ، والعجب من عمر وهو في ساعاته الأخيرة كيف يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم ترك امته ولم يستخلف عليها أحدا من بعده!! وهو صلى الله عليه وآلهوسلم الحريص على امته الذي يعز عليه عنتها واختلافها ، وانشقاقها وقد لاقى في سبيل هدايتها أعظم العناء وأشقه ، ولعل ( الوجع ) قد غلب على عمر فنسي النصوص المتضافرة من رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم في أمير المؤمنين عليه السلام وأنه ولى عهده وخليفته من بعده ، وتناسى بيعته له يوم غدير خم ، وقوله له : « بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة » ولكن إنا لله ، وإنا إليه راجعون.

الشورى :

ولما يئس عمر من الحياة ، وأيقن بنزول الأجل المحتوم أخذ يطيل التفكير ، ويمعن النظر فيمن يتولى شئون الحكم من بعده ، وتذكر أقطاب حزبه الذين شاركوه في تمهيد الأمر الى أبي بكر ، وصرفه عن أهل بيت

Sayfa 179