Havamil ve Şevamil
الهوامل والشوامل
Araştırmacı
سيد كسروي
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م
Yayın Yeri
بيروت / لبنان
فَيَنْبَغِي لنا إِذا وجدنَا ألفاظًا مُخْتَلفَة ومعانيها متفقة أَو مُتَقَارِبَة أَن نَنْظُر فِيهَا فَإِن نبهنا على مَوضِع خلاف فِي الْمعَانِي حملنَا تِلْكَ الْأَلْفَاظ على مُقْتَضى اللُّغَة وَمُوجب الْحِكْمَة فِي وضع الْكَلَام فنجعلها من الْأَلْفَاظ المتباينة الَّتِي اخْتلفت باخْتلَاف الْمعَانِي. وَهِي السَّبِيل الْوَاضِحَة والطريقة الصَّحِيحَة الَّتِي يسْقط مَعهَا سُؤال السَّائِل وَشك المتشكك. فَإِن لم يَقع لنا مَوضِع الْخلاف فِي الْمعَانِي وَلم يدلنا عَلَيْهِ النّظر حملناه على الأَصْل الآخر وصرفناه إِلَى الْقسم الَّذِي بَيناهُ وشرحناه من الضَّرُورَة الداعية فِي الشّعْر والخطابة إِلَى إستعمال الْأَلْفَاظ الْكَثِيرَة الدَّالَّة على معنى وَاحِد. فَلَمَّا وجدت الْمسَائِل الَّتِي صدرت فِي هَذِه الرسَالَة قد مثل فِيهَا بِأَلْفَاظ بِعَينهَا - تكلفت الْكَلَام فِيهَا ليستعان بهَا على نظائرها فَإِنَّهَا عِنْد التصفح كَثِيرَة وَاسِعَة جدا وَالله الْمُوفق. أما الْفرق بَين العجلة والسرعة فَإِن العجلة على الْأَكْثَر تسْتَعْمل فِي الحركات الجسمانية الَّتِي تتوالى وَأكْثر مَا تَجِيء فِي مَوضِع الذَّم فَإنَّك تَقول للرجل: عجلت عَليّ وَعجل فلَان على فلَان فَيعلم مِنْهُ أَنه ذمّ وَأَنت لَا تفهم هَذَا الْمَعْنى من أسْرع فلَان. وَأَيْضًا فَإنَّك لَا تسْتَعْمل الْأَمر من العجلة إِلَّا لأَصْحَاب المهن الدنية وَلَا تَقوله إِلَّا لمن هُوَ دُونك. فَأَما السرعة فَإِنَّهَا من الْأَلْفَاظ المحمودة وَأكْثر مَا تَجِيء فِي الحركات غير الجسمانية وَذَاكَ أَنَّك تَقول فلَان سريع الهاجس وسريع الْأَخْذ للْعلم وَقد أسْرع فِي الْأَمر وأسرع فِي الْجَواب [اي] ﴿وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [\ اي] وَفرس فلَان أسْرع من الرّيح وأسرع من الْبَرْق.
1 / 37